تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إلى من يهمه الأمر...لزوم ما لايلزم

آراء
الاربعاء 22/11/2006
يوسف المحمود

اليهود, بما سموا أنفسهم جاليات, حيثما وجدوا في العالم واليهود بما سموا, إسرائيليين بكيان عنصري عدواني, سنة ,1948 اغتصبوا البيوت قائمة بأبوابها. الأرض بالزيتون والبرتقال,

تزرع بالخضراوات بالحبوب والقطانة, تفلح على الدواب وتحفر بالفأس والفلسطينيون ناجزاً وصبراً, في دورهم وأرضهم. وبما شرد منهم عاجلاً ولاحقاً, ينامون في الخيام. وبما استمر تقتيلهم لاجئين في بيروت وتونس وفي مخيماتهم في فلسطين, جنين ونابلس والى أن كانت مذبحة بيت حانون, لم ينشف بعد, دمها المهدور فهل عاد أولئك اليهود وهؤلاء الإسرائيليون..هل عادوا يساوون العذاب الذي أنزلوه بالفلسطينيين, والخراب والدمار, ما زالوا ينزلونه بأرض فلسطين, منذ سنة ,1948 الى اليوم, ومفتوحاً الى..وماذا فعل الفلسطينيون لأولئك اليهود وهؤلاء الإسرائيليين, حتى انصبوا عليهم بهذا العذاب, ولاحقوهم بهذا الهلاك?‏

أولاً, إن الكنعانيين, الذين سموا فلسطينيين, وبهم سميت فلسطين فلسطين, هم الذين هوجموا باليهود, وغلبوا باليهود عدواناً واعتداء. وثانياً, هم الذين اغتصبت أرضهم سنة 1948 وقتلوا وهجروا ولا نزال بعد أحياء نشهد, بقيام المظاهرات ضد قرار التقسيم, سنة .1947 والذين من القرى سارعوا الى التطوع, والقتال في نكبة 1948 كثيرون منهم ما زالوا أحياء يرزقون الى أن قامت الثورات, والتسلح في البلاد العربية, لاسترداد فلسطين, استمرت بما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة..فهل كنا بذلك مبطلين? أو معتمدين على الحق العام? وبماذا تلزمنا الشرعية الدولية, تجاه المسماة إسرائيل?‏

هذه الشرعية الدولية, كان لها طعمة, يوم كان العالم بقطبين: المنظمومة السوفييتية, بمبدأ مساعدة الشعوب المستضعفة تحريراً واقتصاداً. والمنظومة الرأسمالية, بدول أوروبا الاستعمارية, من أواخر القرن الثامن عشر, الى أوائل القرن العشرين والى أن عسكرت أمريكا السماء وصارت مالكة العالم, بنظامها الاستعماري المطلق: من لم يكن مع أمريكا, فهو ضد أمريكا بمعنى إبادته لازمة, موصوماً بالإرهاب حتى لو كان فلسطينياً, يقاوم إسرائيل بالحجر, فيما تبقى له من فلسطين!‏

طيب! وهذه الشرعية الدولية-مجلس الأمن, أليس هو صاحب قرار تقسيم فلسطين 1947 والمعترف بدولة إسرائيل سنة 1948وفيما بعد فما أبطل لإسرائيل باطلاً, ولا أثبت للفلسطينيين حقاً ولا رد عنهم عدواناً إسرائيلياً وحتى مذبحة بيت حانون, راحت بالفيتو الأمريكي والأخوة العرب اثنان وعشرون دولة, في مجلس الأمن, وما يزيد على الثلاثمئة مليون, ربعهم, إن لم يكن نصفهم بطال, استكانوا للشرعية الدولية, بمعنى قول الشاعر الجاهلي: (لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد /ليسوا من الشر في شيء وإن هانا كأن ربك لم يخلق لطاعتها/ سواهم في جميع الناس إنساناً).‏

بالمناسبة (العرب واليهود في التاريخ) للدكتور أحمد السوسي والموسوعة الفلسطينية للمسيري ومؤلف الدكتور سهيل زكار حديثاً تؤكد بالوقائع التاريخية, وبالوثائق الآثارية, أن ادعاءات اليهود باطلة فهل اعتمدت الجامعة العربية, هذه الكتب, فقدمتها وثيقة لمركز هذه الشرعية الدولية واشاعتها في المحافل الدولية? وعلى الأقل, أولياء أمورنا, كيفما كانوا, هل انتفعوا بهذه المؤلفات, وأشاعوا في العرب فصححوا معلوماتهم, أولياء الأمور, أولاً, والشعب تالياً لكيفية التعاطي مع الشرعية الدولية!‏

وبالمناسبة: كتاب لديبلوماسي عربي مصري صدر الجزء الأول, في سلسلة (عالم المعرفة) الكويت والجزء الثاني أوقفه صلح السادات, الكتاب يؤكد أن مشكلة اليهود أول ما بدأت أزمة, في أوروبا الغربية اليهود, كما يعرف العالم كجاليات, لم يكونوا يفلحون ويزرعون ولا كانوا حرفيين بل كانوا مرابين, يستأثرون بدخل الأوروبي, الفلاح الزراع والحرفي..‏

وإذ قامت الحركة الصهيونية, آخر القرن التاسع عشر وتوكلت الوكالة اليهودية تهجير اليهود أوروبا الغربية, وجدتها مناسبة للتخلص من اليهودي المرابي ورمته برأس العرب وعلى هذا الأساس, كانت أوروبا الغربية, أول مساعدي اليهود, ومؤيديهم, في فلسطين.‏

وبالمناسبة: فهل كانت الحركة الصهيونية عميلة للاستعمار? وعد بلفور بوطن قومي لليهود كان لتأمين الطريق الى الهند ولخدمة الاستعمار كان انخراط يهود في الجيوش المستعمرة وفي حرب إسرائيل على لبنان رأينا كيف كانت أمريكا تماطل بوقف إطلاق النار لتفسح لإسرائيل بالقضاء على حزب الله وعلى ذلك, وبّخت أمريكا إسرائيل بعنف, لخيبتها, بتحقيق مخطط أمريكا.‏

وبالمناسبة: الى أن قامت المقاومة الوطنية اللبنانية أطفال الحجارة في فلسطين والمقاومة فلسطينية فلسطينية والى أن قامت حكومة فلسطينية, بانتخابات حرة ديمقراطية والى أن وقعت مذبحة بيت حانون فماذا كان يلزم الفلسطينيين, أولاً وإخوتهم العرب ثانياً, بالشرعية الدولية..وهي الشرعية الدولية, هي التي قسمت فلسطين أولاً, وأقامت عليها إسرائيل ثانياً ومن ذلك اليوم, والى اليوم, الى..الشرعية الدولية ما دفعت لليهود باطلاً, ولا أثبتت للعرب حقاً..وما دامت المقاومة أثبتت أنها الدواء الناجع, في داء إسرائيل خاصة, والاستعمار عامة..فكيف نتخلى عنها, الى الشرعية الدولية, التي كانت علينا, لا لنا من الأول, والى الأخير المستمر..حتى إفناء الفلسطينيين ذبحاً, والعراقيين قتلاً ذريعاً, وفساداً في الوطن العربي, من خليجه الى محيطه!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 22/11/2006 07:37

اليهود صاروا لعنة لأنهم ركزوا طوال وجودهم كأقلية على النفوذ بدائرة القرار عبر المال والخداع, والإسرائيليون ذروة اليهود في الشر جمعتهم الصهيونية اختلاقا على أذى الناس جميعا: صديقهم وعدوهم, محبهم ومبغضهم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية