فالشعب العراقي يقاتل ويقاوم من أجل الحياة، ولايستطيع الإرهاب مهما كان قاسيا أن يوقف حركة الإبداع في سورية والعراق..».
بهذه الكلمات عبر ميثم الموسوي الفنان الفوتوغرافي العراقي عن إيمانه بأن الثقافة بأشكالها كافة، وربما الفن على وجه الخصوص هو رسالة يحملها الفنان إلى العالم لينقل صورة حقيقية عن بلاده بعيدا عن فبركات مشوهة يحاول العدو أن يكرسها عبر فضاءاته الملوثة بالإرهاب في معرضه الذي أقيم في مركز ثقافي «أبو رمانة» وحمل عنوان «عين من العراق»، بدعوة من إدارة نادي فن التصوير الضوئي السوري.
وعن معرضه الأول في سورية يقول: هي فرصة سعيدة جدا أن أعرض في سورية الشقيقة، فسورية والعراق هما بلد واحد، وتعرضا للإرهاب عينه، ولكن جئت وعبر معرضي هذا لأثبت للعالم أنه ورغم الحروب التي أصابت البلدين الشقيقين ورغم الصعاب والتحديات ستبقى الحياة الثقافية حاضرة فيهما، وأردت أن أنقل ثقافة العراق وطبيعتها المتنوعة والحياة اليومية وصور أطفالها، إلى سورية عبر عدستي الفوتوغرافية.
التنوع في المواضيع
وفي جولة بين الصور التي بلغ عددها» 60» صورة تستوقفنا عناوين كثيرة عبرت عن احترافية في التصوير وموهبة لافتة، وشمولية في المواضيع التي ضمت صورا لكبار السن مايعبر عن رحلة من الكفاح والعمل التي بدت آثار السنين على قسماتهم، كما كان لإرث العراق العريق ومسقط رأس الفنان مدينة الناصرية حيزا من المعرض.
وكان الفنان الموسوي أمينا على بيئته البرية والبحرية والزراعية ولم يغفل المناسبات والاحتفالات «الأعياد الدينية، المساجد، البطولات الرياضية والأمسيات الثقافية..».
وللمرأة حضورها الآسر في صوره، فكانت الشريك الفاعل في الحياة وخصوصا في ظل الحرب والظروف القاسية التي مر بها العراق، كما اعتنى بدوره بصور الأطفال رمز البراءة والتفاؤل، فتصيد لحظات من يومياتهم سواء الدراسية أو أثناء لعبهم ومرحهم في نهر الفرات.
الموهبة أولا
وعن تقنياته التي يستخدمها في التصوير يقول الموسوي» العين الثاقبة التي تلتقط الصور في اللحظات الهاربة من الزمن، يجتمع في ذلك الموهبة والاحتراف، لأن التقنيات مهما كانت متقدمة ومهما تطورت، لاتصنع فنانا إن لم يمتلك الموهبة ويهوى التصوير، ويعمل على تطوير أدواته والاستفادة من خبرات الفنانين عبر البحث والاطلاع.
ويضيف: ستكون فرصة مباركة وجودي في دمشق وسأستثمر ذلك في التقاط العديد من الصور لتكون لبنة لمعارض قادمة إن شاء الله في دمشق، وخصوصا أن دمشق غنية بمعالمها وآثارها العريقة.
منارتنا الثقافية
وبين هيثم المغربي رئيس مجلس إدارة نادي فن التصوير الضوئي، أن المعرض يقام ضمن إطار التعاون بين سورية والعراق على الصعيد الثقافي، وهي رسالة للعالم أن سورية كانت ومازالت وستبقى المنارة الثقافية الأولى في الوطن العربي، وتقود مسيرة التطوير والتحديث, وهي تحتضن النشاطات والفعاليات الثقافية ولم تتوقف رغم الحرب الكونية التي شنت على بلادنا.
وقد استطاع الفنان الموسوي بموهبته وحرفيته العالية أن ينقل لنا عناوين هامة من بلاده، مايدل على ثقافة وإدراك لدوره كفنان هو أمين على إرث وطنه عبر تلك الصور التي وثقت للعديد من الحالات الاجتماعية والإنسانية.
ويضيف: والمعرض فرصة لنطلع من خلاله على المدرسة العراقية من الناحية الصحفية والتوثيقية، والمعرض أيضا هو دعوة لكل المصورين العرب، بأن سورية كانت ومازالت بيتكم الكبير.
تكريم
وفي معرضه ووسط حشد من الفنانين والجمهور المهتم تسلم الموسوي شهادة تقدير من رباب احمد رئيسة مركز ثقافي «أبو رمانة»، كما كرم بدوره الفنان الموسوي وباسم الجمعية العراقية للتصوير فرع ذي قار مجموعة من الفنانين والإعلاميين، وعبر عن امتنانه وسروره للحفاوة التي تلقاها من زملائه السوريين والجمهور المتذوق والمحب للعراق الساكن في قلبه ووجدانه، وأيضا يسكن عينه.
والفنان ميثم الموسوي يحمل شهادة بكالوريوس تربية رياضية جامعة البصره، عضو الهيئة الإدارية للجمعية العراقية للتصوير فرع محافظة ذي قار، مصور صحفي، نال العديد من الجوائز العربية والعالمية، وله معارض عديدة محلية ودولية، ورسالته الأولى تؤكد على الوحدة الوطنية في العراق.