تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عن ماذا يتحدثون؟

منوعات
الخميس 19-12-2019
شهناز فاكوش

خرجوا للشوارع يصرخون حرية.. حرية.. سألت الكثير منهم، أي حرية تريدون؟؟ عن أي حرية تتحدثون؟؟ لم يكن الجواب صدمة بالنسبة لي، حرية يعني حرية.. أعيد حسناً، لكن عرفوني؟؟ ما معنى الحرية في مفهومكم؟؟ عرى الوجوم والصمت الوجوه.

لا أحد يفهم لِمَ يردد، ولا يعرف ما يريد، إلى أن ظهر السلاح وبدأ العنف والإرهاب يستشري في أرجاء الوطن كالحصبة بين الأطفال. ولا بد من علاج، وكُشِف المستور مع بيان بندر الشر، حينها اتضحت أبعاد المؤامرة مخططين ومنفذين أصالة ووكالة.‏

كان الأمل لدى أعداء سوريتنا استئصال القيم، ومحو التاريخ بتحطيم آثاره، وحرمان الوطن من علمائه، وبث الرعب في أصحاب النفوس الضعيفة، ممن لم يضع نفسه في حقيبة دولار الشر، المثقفون منهم من اختفى أو توارى، ومن كسر قلمه والبعض تخفى خلف أسماء مستعارة، خشية ذات الموت الذي يواجهه جيشنا الباسل بشجاعته.‏

سرت في الوطن أحداث غامرة، معارك طاحنة، مواجهات إعلامية، غيبوبة نالت من البعض في زمن العتمة، عنوة أو خشية، غاب الحب الصافي وانتشر وباء الحقد والضغينة، في قلوب مخفورة بأدوات ترمي بها في ثقافة الهاوية، لتحطيم اللغة الهوية.‏

حورب الفكر النير ببث ثقافة أصولية إخوانية أردوغانية اعتبرها مركز الدراسات الاستراتيجية للبيت الأبيض في واشنطن، على لسان رئيسه ديفيد بولوك المعلن لصهيونيتة، أن أردوغان ونظامه، هو الأنموذج الإسلامي الأمثل؛ والمطلوب نشره.‏

أما الثمن فيدفعه أبرياء الوطن كما أبرياء الأمة، الذين سلبهم الربيع العربي وثعابينه الأمان وأجمل الأحلام مشعلاً النيران في تفاصيل حياتهم، ليرميهم في دروب الجلجلة المزروعة شوكاً يدمِّي العمر، وليصارعوا نفحات البقاء بين طيات الموت والحياة.‏

مرت السنون وسورية والأمة العربية تحيا زمن الفوضى وهي تعمل ضد المشروع الصهيوأمريكي، سايكس بيكو الشرق الأوسط الجديد، ما شقق الأرض تحت بعض الحكام العرب، وأركب آخرون سفن الرحيل، إلا الأسد حافظ على وطنه وأرضه.‏

صمود السوريين وبسالة جيشهم وقائده حمى السيادة السورية، ما أثار حفيظة أعدائها فبدأ الغزو التركي الاحتلالي، لأجل تحقيق جزءٍ من المؤامرة الهادفة لتمزيق سورية الوطن، فأخذ أينما حلّ يعمل على التغيير الديموغرافي، وفرض سياسة التتريك.‏

عبثاً يتحدثون عن وداعة النظام الأردوغاني، لهم الحق فهو الحضن الدافئ للإرهاب والراعي الأكبر لمن يدَّعون المعارضة السورية، هي علاقة الجنون بالمجون، لكنهم لم يعوا أنهم سلم يصعد فيه أردوغان على ظهورهم لتحقيق مآربه وسرقة مقدرات الوطن واغتصاب أرضه، أردوغان الضامن الثالث في منصة أستنة، ضامن مراوغ.‏

اللص المحترف يسرق الأرض بيد، ويمد الأخرى ليصافح ضامني منصة آستنة، يتعهد، وينكث العهود بضمير نائم، ويستخدم السوشيال ميديا ليسحر شعبه بعهود اقتصادية واهية، ممنياً إياهم بحياة رفاهية آتية.. ورقة أخرى يلقي بها لشعبه تثقل ورقته في محاربة الأكراد، لعبة الانتخابات غير الجديدة، لتغطية هزائمه الداخلية.‏

المعارضة التركية والانشقاقات في حزبه، هزائم تحني ظهره، وتكشف حقيقة ما يسمى بالمعارضة السورية الناطقة بحروف الأجندة التركية، نعامة تدفن رأسها في التراب، وخالد الخوجة رئيس ائتلافهم يوماً، تركي مؤسس مع داوود أوغلو.‏

عن أي معارضة تتحدثون يا أيها (المعارضون) من سيظهر لنا بعد ذلك في الليكود الصهيوني، أو في الرعيل الأميركي لكن حتماً في درجة ثانية أو ثالثة.. فلن يصل أمثال هؤلاء للكونغرس أو السي آي إي، لأنهم مجرد أدوات، والخائن لا يوثق به.‏

هل ينتظر الخوجة بجنسيته الجديدة واسمه التركي، أن ينال من الأتراك منصباً في نقاط احتلالهم لم يناله وهو معارض سوري، ويريدون دستوراً ومناصب لا يستحقونها يلعبون لعبة عسكر وحرامية، حتى مع قسد التي تنفذ مثلهم أجندة أميركية بلبوس آخر‏

عن ماذا يتحدث كل هؤلاء.. يشددون الحصار ويصوت الكونغرس على قانون سيزر للتضييق على الشعب السوري، وتشديد الحصار عليه، لعشر سنوات قادمة، تجويعه وإنهاكه لينفذ صبره، ناسين أنهم زائلون وجميعهم عابرون وصبره لن ينفذ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية