تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في المؤتمر الثقافي السنوي الثاني..ثقافة الأطفال في زمن الحرب: مــؤســـســـات الـدولــة قـــامت بـــواجب وطني كبـيـر

مجتمع
الخميس 19-12-2019
متابعة: علاء الدين محمد

الأطفال هم جيل المستقبل وهم الشريحة العمريه الأكثر عرضة وتأثرا بكل حدث وبالتالي فإن الاستثمار في الطفل هو من أهم اولويات الشعوب التي تريد النهوض بمستقبلها..من هذا المنطلق اهتمت وزارة الثقافة وأطلقت العديد من النشاطات والمبادرات التي تعنى بهذا الشأن ..

في مكتبة الأسد بدمشق وضمن فعاليات المؤتمر الثقافي السنوي الثاني تحت عنوان ثقافة الأطفال في زمن الحرب. تحدث الدكتور عيسى الشماس عن الآثار النفسية التي خلفتها الحرب على الأطفال في سورية حيث شخص هذه الآثار بثلاثة جوانب وهي أولا- آثار الحرب على نفسية الأطفال بشكل عام .ثانيا آثار الحرب على نفسية الأطفال في سورية ثالثا -كيفية المعالجة بحسب الواقع وحسب ما يجب فعله ..‏

ونوه أن آثار الحروب تكون على الجميع بشكل عام ولكن يكون اثرها اكبر على الاطفال وذلك بسبب تأثرهم أكثر من غيرهم بالإضافة إلى رسوخها في ذاكرتهم الى المدى البعيد .وتتمثل هذه الآثار في جانبين اولا : مشاهدات قتل ،عنف ، نزوح، وتهجير .والجانب الثاني فقدان أحد الوالدين او كلاهما .ينتج عن الجانب الاول عادة الاضطراب النفسي الذي يتمثل بعوامل كثيرة يمكن ملاحظتها مثل صعوبة النوم ،صعوبة السيطرة على مشاعر الغضب ،ضعف الثقة بالنفس وفقدان التوازن الاجتماعي الأسري .ويظهر الأطفال اضطرابات عقليه مقارنة بالأطفال الآخرين .وذلك حسب طبيعة الصدمة ومدة التعرض لها قد يتحول الى انسان منطو ومنزو ومشاكس ومخرب ،وذلك نتيجة الضغوط النفسية الناتجة عن هذه الحرب .بشكل عام ان الذين عايشوا الحرب معرضين لمشاكل نفسية لفترات طويلة وربما طيلة العمر ..ومن أهم تلك المشاكل حالة ما بعد الصدمة ،العزلة ،القلق والعجز عن التكيف ..‏

آثار عميقة‏

وبين الدكتور شماس أن آثار الحرب بدأت تظهر بشكل واضح تبعا لبعض الدراسات مثل البحوث التي أجرتها منظمة (أنقذوا الطفولة)حيث وضعت تقريرها الذي يوصف حالة فئة واسعة بشكل مقارن مع 450 طفلا خلال سنوات الحرب الست حيث خلفت آثارا عميقة ..انتحار .تعاطي ..امراض قلب وسكر وتوصل التقرير الى ان معظم الأطفال الذين فقدوا منازلهم او أهلهم او أصيبوا ظهرت لديهم اضطرابات نفسية وهم بالمجمل يفتقرون للدعم النفسي بشكل واضح ,وقد أكدت ذلك بدورها الدكتورة أمينه الحاج -إن انشغال الأهل بالحرب وغياب التوعية لمؤسستي الأسرة والمدرسه لها آثار كبيرة على الطفل ..كما وثق بعض الأطباء الذين يعملون في هذا المجال حالات رهاب هيستريا ..وخوف اثناء النمو ستظهر عليهم لاحقا . وقد أكد الدكتور علاء حجازي .ان الشيء السيئ في الصدمات النفسية في الطفولة تستمر مدى الحياة وقد تناولت بعض الدراسات المحلية مثل الدكتورة علياء أحمد حيث اجرت اختبارات على عينة من الأطفال النازحين في صحنايا تضمنت 100طفل وطفلة وكانت أغلب النتائج تتركز حول ..حلم الاطفال بالعودة الى منازلهم والاغلبية يخافون القصف وأصوات الرصاص وآخرين يخافون فقدان أحبة لهم وإلى ماهنالك ..‏

انخفاض بالصحة النفسية‏

وقد تبين من تحليل الاجابات ..أن بعض الأطفال تعرضوا لصدمة متوسطة نتيجة سماع القصف والاشتباكات والبعض الآخر تعرضوا لصدمة شديدة جدا بسبب فقدان عزيز والفئة الثالثة تعرضوا لصدمة عالية الشدة نتيجة حوادث قتل ورؤية دماء وأشلاء أمامهم ..وقد تناول الدكتور محمد قاسم عبدالله من جامعة حلب الموضوع بأخذ عينة من أطفال ومراهقين قاطنين في المدينة الجامعية في حلب والمعاهد والمدارس ودور الايواء للفترة بين عامي 2014-2016 حيث وجد نسبة تعادل 42 بالمئة يعانون اضطرابات وقلق بأشكاله (وساوس قلق ..--18بالمئة اكتئاب -42بالمئة متلازمات وأعراض نفسية متنوعة الجوانب ..كوابيس .فقدان ذاكرة .الخ اما المراهقون فقد ظهرت عليهم اعراض سريرية مثل ..توهم المرض .اكتئاب ..شعور بالذنب ..انسحاب اجتماعي ..عدم الكفاية النفسية .جنون الارتياب اي ان 47بالمئة منهم يعانون انخفاضا بالصحة النفسية.‏

كما تحدث عن بعض الحالات مثل محمد 9 سنوات من ريف حلب . حين قصف منزله وتوفيت والدته فقد أدى ذلك (فقدان ذاكرة .فقدان النطق والعمليات الذهنية ونوبات بكاء وكوابيس ) .. أيضا فرح فتاة تخاف النوم بسبب الكوابيس قناصة يصوبون الى جسدها .. و تبقى الخلاصة ان الأطفال الذين ولدوا في الحرب وعاشوا بها هم أكثر تأثرا من الأطفال في المراحل المتقدمة .وقد لخصت الدكتورة امينه الحاج طرق العلاج ببرامج الدعم النفسي التي طورها العلماء ومن هذه الاقتراحات -على الأهل توفير بيئة نمائية آمنة بما يتناسب والامكانات المتاحه للأطفال وبما يناسب ظروفهم ومعاناتهم -تأمين الدعم النفسي الذي يعنى بتشجيع الطفل للتحدث عما يخصه ومعاناته وطرح البدائل التي تؤدي الى خفض مستوى قلقه وتناسب معارفه وتحسن مزاجه يقوم بها معالجون نفسيون واجتماعيون لإعادة تنشئته وجدانيا واجتماعيا ومعرفيا3-تنفيذ ندوات لأولياء الأمور حول أساليب الدعم النفسي واتاحة الفرصة له للعب والمشاركة.واقامة الندوات والورش للمعلمين ومديري المدارس الى ماهنالك من حلول متعددة ...‏

العمل على سد الثغرات‏

بينما الباحثة إلهام محمد رئيس دائرة البحوث «تربية دمشق « فقد تناولت الجهود التي بذلتها وزارة التربية من أجل العمل على سد الثغرات التي انتجتها الحرب في البرنامج التعليمي للأطفال الذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك الدراسة ،ومواصلة العملية التعليمية تحت أي ظرف .. لأن الغاية الأساسية من هذه الحرب الظالمة على سورية هي إغراق البلد بالجهل والتخلف وإغلاق المدارس وهذا ما اعتمد عليه أعداء الإنسانية .. وبينت كيف أن وزارة التربية كانت حريصة ومنتبهة لهذا الأمر حيث واصلت الاستمرار بالعملية التربوية ومواجهة التحديات للتخفيف من آثار الأزمة على الأطفال والشباب من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات وتنفيذ المشاريع التعليمية .. بالتعاون مع المنظمات الدولية - الأممية والجمعيات الأهلية لتعويض الفائض التعليمي للطلاب الذين انقطعوا عن المدرسة بسبب ظروف الحرب بواسطة مناهج التعليم البديل ، والمنهاج المكثف ( فئة ب ) الخاصة بالطلبة المتسربين والأميين والمنقطعين عن التعليم الأساسي .‏

ولفتت محمد إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة التربية للتخفيف من آثار الأزمة على المجتمع السوري وبالأخص عن الطفل لأنه المتضرر الأكبر .. فكانت الأندية المدرسية ودورات التعليم المكملة .. وغيرها العديد من النشاطات التي تعنى بثقافة الأطفال وتخفيف الآثار السلبية على الطفل والمجتمع جراء التحديات الكبيرة التي يمر بها البلد..‏

واجبنا تقديم الدعم‏

أما الاستاذة الاعلامية نهله السوسو عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين ,فقد اكدت من خلال بحثها حول كيفية إعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الحرب في مراكز اللجوء.. ان الاطفال هم المتأثرون بشكل أكثر من غيرهم وعبرت بقولها . ان علم النفس هزم في هذه الحرب.لأن مظاهر العنف والقتل والمظاهرات عاجزة عن الاجابة عن اسئلة الأطفال ..فمن اليوم الأول حوربت المدارس والتدريس وتم تدميرها وقتل المعلمين الى ما هنالك .وقد قامت وزارة الثقافة بدورها وكانت اول من ادرك ماذا يفعل منذ اليوم الأول وأوجدت وسائل تخفيف مثل القيام بالنشاطات الدوريه مثل يوم استشهاد الطفل العربي محمد الدره .حيث كانت قبل الحرب تقيم تلك الفعاليات ويأتي اليها الأطفال ...أما بعد الحرب فقد ذهبت الوزارة بنفسها الى مراكز الإيواء وقد لعبت مديرية ثقافة الطفل دورا هاما في دعم نشاطات الاطفال ... ودعم نفسي للكبار (أمهات) ...إن أطفالنا هم أمانة في أعناقنا ومن واجبنا تقديم كل الدعم النفسي والاجتماعي لهم ,حيث أن أطفال سورية ...مستهدفون من قبل أعداء السلام والإنسانية .إضافة إلى العديد من العناوين الاخرى الغنية التي قدمت في هذا المجال على الصعيد التربوي والمجتمعي والثقافي التي سيتم الحديث عنها في موضوعات لاحقة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية