تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شــــاهد زور!

فضائيات
الأحد 24-1-2010
غسان يوسف

في تقرير لقناة الجزيرة من هاييتي عرضت القناة امرأة سوداء تحمل الجنسية الكندية تشكو من تقاعس سفارة بلادها عن مساعدتها كما فعلت مع مواطنيها البيض ,

وفي مشهد آخر عرضته أكثر من محطة شاهدنا جنودا أمريكيين يبدون انزعاجهم من مراسلي القنوات الفضائية الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل نقل الحقيقة لا بل إن بعض المحطات أظهرت كيف كان الجنود الأمريكيون يتفرجون على عمليات النهب والسرقة التي تقوم بها بعض العصابات دون إبداء أي حراك ،في حين أن الولايات المتحدة حشدت ما يقرب من عشرة آلاف جندي بحجة حماية الأمن وتأمين وصول المساعدات للمتضررين في هذا البلد المنكوب ما يذكرنا بمشاهد النهب التي تعرضت لها بغداد بعد احتلالها من قبل القوات الأمريكية في العام 2003 !‏

مشهد آخر كان للإعلام الفضل في نقله – ولكن هذه المرة على شبكة الانترنت– حيث تمكن الناشط الأمريكي ويست تي من تصوير جنود إسرائيليين يقومون بسرقة الأعضاء البشرية وهم يدعون التواجد بحجة المساعدة الإنسانية .‏

هذه التقارير وغيرها ترينا كم هو حجم الدور الملقى على عاتق وسائل الإعلام والقائمين عليها في نقل الحقيقة والمعاناة الإنسانية , ففي حين يخاطر بعض الصحافيين بحياتهم لنقل واقع المنكوبين في هاييتي وحث العالم لمساعدتهم , تعمل بعض المحطات لتلميع صورة سياسييها كما تفعل محطة«سي إن إن» انترناشونال التي تركز في أغلب تقاريرها الإخبارية على كل من الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش بحجة أنهما من يقوم بتنسيق المساعدات وتأمينها لشعب هاييتي في حين تجاهلت المحطة ما يعاني منه هذا الشعب المنكوب ! ما يطرح سؤالا كبيرا عن مصداقية الإعلام الغربي في نقل معاناة وهموم المنكوبين في العالم قاطبة .. ليس فقط في فلسطين والعراق ؟!‏

هذا الأمر وغيره يعيدنا إلى الدوافع  التي كانت وراء مشروع الكونغرس الأمريكي المعد لمعاقبة الفضائيات العربية التي تنتقد السياسة الأمريكية ما يؤكد أن ثمة أزمة أخلاقية تعيشها الولايات المتحدة في إعلامها !‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية