و / 368 / ألفاً و / 378 / ليرة سورية، فإنَّ أقساط التأمين على الحياة لم تبلغ خلال الفترة ذاتها أكثر من / 129 / مليوناً و / 714 / ألفاً و / 612 / ليرة سورية، أي أنَّ حجم أقساط التأمين الإلزامي على السيارات، يزيد / 34 / ضعفاً تقريباً عن حجم أقساط التأمين على الحياة، والواقع فإنَّ أهمية السوق التأميني ومدى فاعليّته تُقاس بمدى الوعي القادر على جذب الناس باتجاه التأمين على الحياة، وإقناعهم بالركون إلى هذا الفرع التأميني، كما أنَّ ارتفاع مؤشر التأمين الإلزامي على السيارات – ولاسيما إلى هذا الحد وقياساً بأنواع التأمين الأخرى وفروعها – من شأنه أن يؤشِّر إلى انخفاض واضح في مستوى الوعي التأميني، لأنَّ التأمين الإلزامي على السيارات – وعلى الرغم من أهميته – فإنه يأتي في كثير من الأحيان على مضض، لاسيما أنه تأمين لصالح الآخرين الذين يتضرّرون من السيارة التي يدفع صاحبها تكاليف هذا النوع من التأمين.
وفي التفاصيل فقد استطاعت الشركة السورية العربية للتأمين أن تحصدَ من السوق خلال ثلاثة أرباع العام 2009 أعلى الأقساط التأمينية في ميدان التأمين على الحياة، ووصلت تلك الأقساط إلى / 27 / مليوناً و / 143 / ألفاً و / 712 / ليرة سورية، في الوقت الذي سجَّلت فيه الشركة الإسلامية للتأمين التكافلي أخفض الأنشطة في هذا المجال حيث لم تُبرم أي عقد من عقود التأمين على الحياة، وكانت حصيلتها الصفر إزاء التأمين على الحياة، في حين جاءت قبلها العقيلة للتأمين التكافلي، حيث لم تبرم عقوداً بأكثر من / 325 / ألفاً و / 160 / ليرة سورية.
أما بالنسبة للتأمين الإلزامي على السيارات، فقد سجّلت الشركة السورية العربية للتأمين ( ذات الأقساط الأعلى في فرع التأمين على الحياة ) سجَّلتْ أخفض الأقساط حيث لم تصل إلا إلى / 47 / مليوناً و / 334 / ألفاً و / 297 / ليرة سورية، وفي الوقت الذي تُهمل فيه هذه الشركة مسألة التأمين الإلزامي على السيارات، وتقتصر بشأنه على زبائنها الذين يندفعون للتأمين الشامل على سياراتهم عندها، فتقوم بإجراء التأمين الإلزامي لهم بشكل طبيعي، إلى درجة أنها لم تشترك بأي واحد من مجمّعات التأمين الإلزامي في مديريات النقل، رغم أنها أعربت عن مساندتها لمثل هذا المجمَّع مثلما أعرب لنا عن ذلك باسل عبود المدير العام للشركة السورية العربية للتأمين، فيما سجّلت الشركة الوطنية للتأمين أعلى أقساط التأمين الإلزامي على السيارات، من بين الشركات الخاصة، حيث جاءت بعد المؤسسة العامة السورية للتأمين مباشرةً، غير أنها لم تستطع أنْ تصل إلا إلى المركز السادس في مجال التأمين على الحياة، وهذا كلّه يدفعنا إلى مزيدٍ من الاهتمام بإيجاد السبل الكفيلة بجذب الناس وتحفيزهم باتجاه القناعة بالتأمين على الحياة، غير أنَّ شركات التأمين ما تزال عاجزة – على ما يبدو – عن اكتشاف الطريقة الكفيلة بإيضاح مدى أهمية التأمين على الحياة كي يبادر الناس إلى الاقتناع بهذا النوع الحضاري من التأمين، أو أنها – أي الشركات – لم تصل بعد إلى ذلك المستوى الذي يجعلها تقتنع هي أولاً بمدى أهمية التأمين على الحياة حتى تُبادر إلى السعي لمثل هذا الاكتشاف .
على كل حال سوقنا التأميني ما يزالُ غضَّاً بمختلف عناصره ومكوّناته، بما في ذلك الشركات الجديدة، وهذا يدفعنا للاعتقاد بأنَّ مثل هذه السلوكيات السلبية لابدَّ أن تتغيَّر، فهذه الشركات الصغيرة لابدَّ أن تكبرَ يوماً ، والأمل قائمٌ ولن ينعدم .