أشار محمد الانطاكي في كتابه: الوجيز في فقه اللغة الى أنه قد يحدث لكلمة ما أن تفقد أفراد أسرتها وهي لاتزال في لسانها، وحينئذ لاتختلف
النتيجة عن سابقتها - فحين فقدت (تقاعس) في عربيتنا الحديثة أختيها: أقعس وإقعنسس لم نعد نفهم منها الارتفاع والتسامي ، بل معنى التهاون والكسل.. وبالعودة الى معجم مقاييس اللغة نجد (قعس) : القاف والعين والسين أصل صحيح يدل على ثبات وقوة ، ويتوسمون في ذلك على معنى الاستعادة ، فيقال للرجل المنيع العزيز: أقعس وللغليظ العنق (قوعس) والأقعسان: جبلان طويلان. وليل أقعس أي طويل ثابت ، كأنه لايكاد يبرح، والإقعاس الغنى والاكثار ، وعزة قعساء ثابتة لاتزول أبداً قال:
وعزة قعساء لهن قناص..
ومما حمل على هذا : القعس دخول العنق في الصدر حتى يصير خلاف الحدب لأن صدره كأنه يرتفع ، يقال : تقاعس تقاعساً ، واقعنسس اقعنساساً قال:بئس مقام الشيخ أمرس أمرس.. إما على قعو وإما اقعنسس. ومما جاء في أساس البلاغة: ومن المجاز :عز أقعس ، وعزة قعساء، وتقاعس عن الأمر، وليل أقعس، كأنه لايبرح طولا، وقد تقاعس الليل كقولك: برك الليل، قال النابغة: تقاعس حتى قلت ليس بمنقض- وليس الذي يرى النجوم بأيب.
وقال الشاعر في العصر الحديث:
شادوا لك العزة القعساء من زمن