ورك شوب عرض مسرحي..من الطفل إلى الطفل...
ثقافة الأحد 24-1-2010 آنا عزيز الخضر تنوعت الأساليب المسرحية عبر مهرجان ربيع مسرح الأطفال السادس من مسرح /عرائس/ إلى /خيال الظل/ إلى مسرح /من الكبار إلى الصغار/ إلى /من الصغار إلى الصغار/
وغيرها من ضمن الأشكال المسرحية التي يتم التوجه عبرها إلى عالم الطفولة وجسد الأسلوب الأخير عرض /ورك شوب/ على صالة مسرح الحمراء بدمشق كونه اعتمد على أفكار ومقترحات أطفال /فرقة أصدقاء المسرح/ أما الإخراج لـ /وسيم قشلان/ والإشراف لـ الأستاذ /مأمون الفرخ/ مدير مسرح الطفل في سورية. فالنص يعود لمجموعة من اقتراحات الأطفال وأفكارهم التي قدموها عبر ورشة عمل مسرحية استمر العمل بها لأكثر من عامين كما أكد المشرفون على العرض الذي لفت الأنظار من جهة ثانية إلى آلية تفاعل الأطفال مع المحيط ومفرداته العصرية من فضائيات وإعلام وأنترنيت، جنباً إلى جنب مع تبلور مقدرة هؤلاء الأطفال وإمكانية فرزهم بين الجانب الإيجابي والجانب السلبي، فها هو نصهم المسرحي يعرج على عديد من القضايا الحياتية المطروحة عبر الإعلام من برامج وأغان ومسلسلات ثم يعلن موقفهم منها رغم عمرهم المبكر، إذ أظهر العرض كيف يتأثرون بالشكل الصحيح ويعبرون عن ذلك بالخلق للغة مسرحية مباشرة يفهمها الطفل وبالتالي إظهار الصورة الناصعة لثقافة الطفل عند العناية بها بالشكل الصحيح وقد تمكن هؤلاء الأطفال المؤلفون من نسج عوالم طفلية موازية لتلك التي عرفوها في الواقع اليومي بما حقق التجاوب الإيجابي بين الأطفال المسرحيين وجمهورهم الأطفال فاتضح أن الطفل قادر أيضاً على توجيه فهم الطفل بإدارته بالشكل السليم وبالتوظيف لإبداعه وقد طرح العرض بشكل غير مباشر هموم جيل الصغار بدقة.
وذلك من خلال إشراف فني ودرامي دقيق وموجه في الإطار المطلوب فكيف يفكر وكيف يرى الأشياء ويتفاعل معها ثم كيف يفرز أفكاره تجاه ذاك الفضاء المفتوح أمامه على مصراعيه ثم التركيز على أهم الجوانب المسيطرة على عالمه، فأعطى الأطفال عبر العرض الدروس لأقرانهم وحمل العمل المسرحي مسؤولية أخرى غير الفرجة الممتعة وهي التعمق في حياة الأطفال ثم التعمق في المؤثرات التي يعيشونها في ضوء عصرنا الحالي حتى إن المتتبع لملاحظات الأطفال المؤلفين للنص يدهش لدقتهم فيما يقدمون بدءاً من المواقف تجاه الفضائيات وبرامجها إلى متابعاتهم ما يحصل مع أطفال العراق وأطفال فلسطين من جوع وقتل وحرمان، ومن جهة أخرى تمكنت أحداث العرض من جذب الأطفال بالشكل المطلوب عبر الاستخدام والانتقاء لمفردات خاصة مسرحية ولغوية ومشهدية لشدهم إلى ساحة المشاركة خصوصاً عبر الحركة الطفولية الرشيقة والتقليد العربي الذي يلفت نظر أي طفل إضافة إلى بعض اللوحات الراقصة التي تخللت بعض مواقع العرض.
حول آلية العمل والأسلوب الفني تحدث مخرج العرض/وسيم قشلان/ قائلاً: كل ما تخلل العرض من أفكار ومواقف وحالات مسرحية تعود لمجموعة أطفال /فرقة أصدقاء المسرح/ وكانت مهمة الإخراج والإشراف في التدريب والتشذيب والتوجيه بكيفية التعبير وبالفعل المسرحي كترجمة لتلك الأفكار ثم إرشاد الأطفال للقراءة التي تخدم مشروعهم لتنسيق تلك الأفكار وترتيبها ضمن إطار فني جميل، وقد بدأنا معهم بالوظائف والتمارين من أجل خلق عرض مسرحي وممثل لكل الشرائح وقد استند العرض في عملياته الفنية على الأكثر على مبدأين مهمين هما العفوية والخيال وكانا أساساً قوياً في العرض مكّن الأطفال من التحليق في مجال فن التمثيل أكثر من ممثل محترف على خشبة المسرح ولابد من الإشارة إلى أننا كمشرفين استأنسنا بآراء مجموعة من اختصاصيي علم اجتماع ونفس للاستفادة من آرائهم في توجيه الأطفال وأخيراً يمكننا القول إن العمل هو مشاركة إبداعية مسرحية كان للأطفال يد طولى في كل اتجاهات عناصر العملية المسرحية بدءاً من النص إلى الملابس والإضاءة والموسيقا وحتى اللوحات الراقصة فقد كان العرض عرضاً مسرحياً طفلياً بامتياز.
|