ضمن مخطط لإفراغ المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى من سكانها الفلسطينيين أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اوامر بهدم خمسة منازل فلسطينية لتحويلها الى حديقة اثرية للمستوطنين في حي البستان بالقدس المحتلة في حين فرضت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية غرامات على الاسرى الفلسطينيين وتجبرهم على دفع فواتير الماء والكهرباء التي يستهلكونها داخل السجن.
إلى ذلك طالب ائتلاف الجمعيات الفرنسية الفلسطينية واللبنانية بمعهد العالم العربي بمقاطعة البضائع الاسرائيلية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وفــي محاولـــــة للتهـــــــــرب مـــــن مسؤولياتها القانونية والسياسية تجاه الجرائم التي ارتكبتها خلال العدوان على قطاع غزة قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتسليم الأمم المتحدة مبلغ 10 ملايين و500 ألف دولار تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت التابعة لها في القطاع خلال ذلك العدوان في حين تتواصل الآثار النفسية للعدوان على الاطفال الفلسطينيين رغم مرور أكثر من عام عليه وتتفاقم يوماً بعد آخر مظاهر التبعات النفسية التي من المتوقع ألا تنتهي حتى بعد عدة سنوات.
فقد أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أوامر بهدم خمسة منازل فلسطينية لتحويلها الى حديقة أثرية للمستوطنين في حي البستان بالقدس المحتلة.
وذكرت قناة العالم ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قامت بتسليم عدد من العائلات الفلسطينية المقدسية القاطنة في حي البستان اخطارات بهدم منازلهم خلال فترة زمنية قصيرة بهدف بسط السيطرة عليها والسماح للمستوطنين بالبناء في محيط تلك المنطقة.
من جهته أكد الشيخ تيسير التميمي رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسعى من خلال الحفريات في مدينة القدس المحتلة الى تقويض قواعد المسجد الاقصى المبارك.
وقال التميمي في حديث لقناة العالم أمس ان الانقسام الداخلي الفلسطيني يسهل على اسرائيل تنفيذ مخططاتها في تهويد القدس داعيا الى ان يكون تناقض جميع الفصائل الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي فقط لان الجميع مستهدفون من قبل هذا الاحتلال.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم ببلدة بيت آمر شمال محافظة الخليل في الضفة الغربية.
كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على نساء فلسطينيات في قرية النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية خلال مشاركتهن في مظاهرة سلمية احتجاجا على بناء سلطات الاحتلال لجدار الفصل العنصري.
وذكرت قناة الاقصى أمس أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب أيضا على امام مسجد قرية أبوغوش في الاراضي المحتلة عام 1948 الشيخ جميل شاكر ما أدى الى اصابته برضوض وجروح.
كما داهم جنود الاحتلال الاسرائيلي قرية رخمة الفلسطينية في صحراء النقب واعتدوا على اهلها وهدموا خيامهم مستغلين الظروف الجوية القاسية والسيول التي حاصرت القرية.
وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها ان سلطات الاحتلال بدلا من اغاثة السكان اقتنصت الفرصة لتشريدهم والاستيلاء على اراضيهم تنفيذا لمخطط اسرائيلي يرمي لسلب قرابة مليون دونم يملكها ثمانون الف فلسطيني يقطنون أربعين تجمعا سكنيا.
وبالتزامن مع هذا الاعتداء داهمت جرافات الاحتلال معززة بقوة عسكرية مدينة رهط وهدمت منزل عائلة الهزيل بحجة البناء غير المرخص.
وفي نابلس فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس اجراءات امنية مشددة على حاجز حوارة.
ونقل المركز الفلسطيني للاعلام عن شهود عيان قولهم ان قوات الاحتلال الاسرائيلي شددت اجراءاتها الامنية على الحاجز وقامت بتفتيش المركبات الخارجة والداخلة كافة عبر الحاجز والفلسطينيين الخارجين من مدينة نابلس وتتعمد استخدام الكلاب في التفتيش.
واضاف الشهود ان جنود الاحتلال يقومون باجبار الفلسطينيين على ابراز هوياتهم ثم فحصها على جهاز حاسوب لدى الجنود.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس مصورا ومراسلا صحفيا قرب مستوطنة أرئيل جنوب مدينة نابلس.
ونقلت وكالة معا عن مكتب فضائية القدس في نابلس قوله ان جنود الاحتلال اعتقلوا الصحفي مصعب الخطيب 25 عاما والمصور أحمد الكيلاني 23 عاما أثناء اعدادهما تقريرا صحفيا قرب مستوطنة أرئيل عن الجامعة التي قررت سلطات الاحتلال اقامتها في المستوطنة.
من جهة أخرى ذكرت اذاعة اسرائيل أن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت فلسطينيا مساء امس على حاجز عسكري جنوب شرقي مدينة رام الله.
مستوطنون
يعتدون على نشطاء سلام
في سياق متصل هاجم مستوطنون اسرائيليون نشطاء سلام قرب مستوطنة كريات أربع قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية لمنعهم من توثيق استمرار أعمال الاستيطان.
وذكرت اذاعة اسرائيل ان ناشطة سلام أصيبت بجروح جراء رشقها بالحجارة من قبل المستوطنين في المنطقة.
كما اقتحم مستوطنون أمس قرية عراق بورين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية وهو الاعتداء الثالث على التوالي الذي ينفذونه مساء كل يوم سبت منطلقين من مستوطنتي بتسهار وبراخا.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية قوله ان ابناء القرية تصدوا للمستوطنين واشتبكوا معهم موضحا ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت القرية بعد مغادرة المستوطنين لها.
إسرائيل تحاول
التهرب مـــن جرائمهـــا
وفي محاولة للتهرب من مسؤولياتها القانونية والسياسية تجاه الجرائم التي ارتكبتها خلال العدوان على قطاع غزة قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتسليم الامم المتحدة مبلغ 10 ملايين و 500 ألف دولار تعويضا عن الاضرار التي لحقت بالمنشآت التابعة لها في القطاع خلال ذلك العدوان.
ونقلت رويترز عن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامم المتحدة قوله ان السلطات الاسرائيلية دفعت التعويض عن الاضرار التي وقعت خلال عملياتها العسكرية على قطاع غزة وهي أول مرة تدفع فيها اسرائيل تعويضا عن أضرار ناجمة عن عملياتها العسكرية ضد منشآت الاونروا.
وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان اسرائيل لا تسمي المبلغ المدفوع للامم المتحدة تعويضا وانها لا تتحمل المسؤولية القانونية ولم تكن ملزمة بالقيام بهذه الخطوة على الرغم من اختلاف الامم المتحدة معها في ذلك.
واعتبر حسام الطويل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن قبول الامم المتحدة بتقاضي عشرة ملايين دولار من اسرائيل تعويضاً عن الدمار والاضرار التي لحقت بمنشآت الاونروا في قطاع غزة أثناء العدوان الاسرائيلي عليه فضيحة سياسية من شأنها أن تساعد اسرائيل على التنصل من جريمة الحرب التي اقترفتها في غزة.
وفي فرنسا نظم ائتلاف الجمعيات الفرنسية الفلسطينية واللبنانية بمعهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس فعاليات تضامنية مع قطاع غزة بهدف تحريك الرأي العام العالمي لمتابعة الملاحقة القضائية لمسؤولي الاحتلال الاسرائيلي الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
الآثار النفسية
للعدوان على أطفال غزة
وقالت قناة العالم في تقرير لها أمس ان الفعاليات التضامنية التي انطلقت في ذكرى العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع طالبت بمقاطعة البضائع الاسرائيلية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وفرض عقوبات على اسرائيل على خلفية ارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة.
الى ذلك تتواصل الاثار النفسية للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة على الاطفال الفلسطينيين رغم مرور أكثر من عام عليه وتتفاقم يوما بعد آخر مظاهر التبعات النفسية التي من المتوقع ألا تنتهي حتى بعد عدة سنوات.
وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها أمس ان أبرز هذه المظاهر هي حالات الاضطراب النفسي والتغيرات السلوكية وفقدان بعض الحواس وضعف التحصيل الدراسي و سلسلة طويلة من الاعراض النفسية الحادة.
واوضح سمير قوتة أستاذ علم النفس بالجامعة الاسلامية في غزة ان الاثار النفسية للحرب على قطاع غزة لاتزال قائمة ومتفاعلة في كل بيت ولدى كل طفل لافتا الى أن آثارها الكامنة ستظهر بعد عدة سنوات في شكل ردود أفعال نفسية عنيفة.
وفيما يتعلق بأبرز السلوكات التي يعاني منها الاطفال في القطاع قال قوتة انها تتمثل في الاضطراب والقلق والبكاء الطويل والتبول اللاارادي والارق وغيرها علاوة على سيطرة مشاهد الدمار والقتل التي تعرضوا لها على أفكارهم.
في غضون ذلك يفرض الحصار الاسرائيلي على سكان قطاع غزة الحاجة الى البحث عن أي وسيلة عمل لتأمين لقمة عيشهم لو كانت جمع الحصى من باطن الارض.
ونقل موقع قدس نت في تقرير له أمس أن العشرات من العائلات الفلسطينية في القطاع تتجه حاليا الى العمل بجمع الحصى المهنة التي فتحت باب رزق للفلسطينيين الذين يحاولون البحث عن فرص عمل دون جدوى بسبب الحصار الذي اثر في كل مناحي الحياة المعيشية لسكان القطاع ولعل أكثر المتضررين منه فئة العمال التي تمثل الشريحة الاكبر من الشعب الفلسطيني .
وأضاف التقرير ان أهالي غزة لجؤوا الى العمل بجمع الحصى من بطن الارض لتأمين قوت يومهم بعد أن ضاقت بهم السبل في ظل انتشار البطالة والفقر الشديد حيث لم تمنع برودة الارض القارسة والغبار الامهات الفلسطينيات من العمل في جمع الحصى وبيعها لتجار البناء.
ويقوم الفلسطينيون باحداث حفر في الارض تتراوح بين نصف متر وخمسة أمتار بطريقة يدوية لتقسم الحصى الى مجموعات يتم بيعها لاصحاب الكسارات لتأمين مواد البناء الممنوعة أصلا من الدخول الى قطاع غزة منذ أربع سنوات بسبب الحصار الاسرائيلي.
وفي محاولة لكسر الحصار عن غزة قررت مجموعة من النشطاء الحقوقيين اليونانيين والاوروبيين والعرب في اجتماع لهم في العاصمة اليونانية أثينا تسيير مجموعة من السفن مختلفة الاحجام الى القطاع.
ونقلت قناة الاقصى عن فاغيليس بيساياس الناشط اليوناني الحقوقي قوله ان المجموعة قطعت شوطا كبيرا في التهيئة لارسال الاسطول حيث سيتم ارسال سفينة شحن اضافة الى خمس سفن أخرى تحمل مواد بناء ومساعدات طبية وغذائية الى الفلسطينيين في قطاع غزة.
الاحتلال يفرض
غرامات على الأسرى
من جهة ثانية قال مركز الاسرى الفلسطيني للدراسات ان ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية تفرض غرامات على الاسرى الفلسطينيين وتجبرهم على دفع فواتير الماء والكهرباء التي يستهلكونها داخل السجن.
ونقلت وكالة فلسطين اليوم عن المركز قوله ان الغرامات المالية التي قد تزيد على 200 دولاريتم فرضها من قبل ادارة سجون الاحتلال على الاسرى لاتفه الاسباب التي يختلقها ويتحجج بها السجان الاسرائيلي.
وأكد رأفت حمدونة مدير المركز أن سلطات الاحتلال تجبر الاسرى على العيش داخل السجون الاسرائيلية مستأجرين يتحملون أعباء الماء والكهرباء والاكل والمسكن وتقوم ادارة السجون بسحب الغرامات دون علم الاسير من رقم حسابه واذا لم يكن لديه حساب تنتظر دفع مبلغ مستقبلي باسمه.
بدوره قال كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان الادارة الامريكية تنحاز الى سياسات اسرائيل الاستيطانية وتحاول الضغط على الجانب الفلسطيني للدخول في مفاوضات عقيمة هدفها اعطاء الفرصة للاحتلال الاسرائيلي للمزيد من الاستيطان وفصل القدس عن الاراضي الفلسطينية.