تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فن الوشم

استراحة
السبت 17-3-2012
شهد الوشم شعبية في أجزاء كثيرة من العالم،وتلقى ثقافة الوشم تدفقاً من الفنانين الجدد ، والتوشيم يتضمن وضع الصبغة في أدمة الجلد، وهذه الطبقة من النسيج الجلدي تقع تحت البشرة.

وبعد عملية الحقن الأولى تتوزع الصباغ في جميع أنحاء طبقة التجانس المتضررة للبشرة والأدمة العليا، وكلاهما عند وجود مواد غريبة ينشّط جهاز المناعة لتبتلع جزيئات الصباغ. والوشم يلفظ بالإنكليزية توتو ،ويقوم الموشوم بوضع علامة ثابتة في الجسم وذلك بغرز الجلد بالابرة ثم وضع الصبغ عن طريق هذه الفتحات والجروح ليبقى داخل الجلد ولا يزول. ويعتبر الوشم على جسم الإنسان كنوع من التعديل الجسماني والزخرفة،وهو متداول موجود منذ عدة قرون في جميع أنحاء العالم.‏

يوغل فن الوشم في القدم ،،وكان منتشرا بشكل أو بآخر في مختلف العصور والأمكنة ،وأصبح الاهتمام بفن الوشم بارزا في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرين، فقد ظهر الوشم كفن في معارض الفن المعاصر ومؤسسات الفنون البصرية. وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبح وجود الوشم واضحاً في الثقافة الشعبية، كما ظهرت عند مذيعات البرامج التلفزيونية، وقامت مغنية البلوز جانيس جوبلين بتزيين جسدها بوضع وشم على المعصم وآخر على ثديها الأيسر على شكل قلب صغير، حيث كان ذلك اللحظة الفارقة في القبول الشعبي للوشم كفن. وأصبح الوشم موضة وهواية بين المشاهير، فنجم كرة القدم العالمي ديفيد بيكام قام بوضع وشم باسم ابنه «بروكلين» على أسفل ظهره،كما أصبحت ظاهرة الوشم عند المشاهير موضة متداولة كثيرا مؤخرا،واحتلت انجلينا جولي، وسيدة غاغا، وجوني ديب، وديفيد بيكام، وسكارليت جوهانسون، وريهانا وميغان فوكس صدارة مشاهير العالم الأكثر شغفا بالوشم، حيث تغطي أجسامهم مجموعة متنوعة من الكلمات والرسوم. وتنتشر الوشوم الزخرفية بشكل كبير بين الذين يؤدون العروض الغريبة والاستثنائية والمخيفة ، كذلك يتم تقليد وشوم الفنانين المشهورين.‏

إن انتشار صناعة الوشم عند النساء بالإضافة إلى ارتفاع أعداد النساء الحاملات للوشم، يبدو أنها قد غيرت التصورات السلبية عن الوشم،وأظهرت دراسة بأن الفتيات المراهقات ترى أن هنالك علاقة إيجابية بين التعديل الجسماني والمشاعر السلبية تجاه الجسم واحترام الذات، ومع ذلك تبين أيضاً وجود دافع قوي لتعديل الجسم كنوع من البحث عن الذات ومحاولة لتحقيق السيادة والسيطرة على الجسم في عصر زيادة العزلة. وحتى فترة قريبة من القرن الماضي كان الوشم منتشرا في الأرياف العربية بين النساء بينما كان معيبا عند الذكور ،لأنه حسب معتقداتهم يزيد من حسن الفتاة ،وربما يذكر كثيرون أغنية ناظم الغزالي (خايف عليها) ومما يتغزل به بمحبوبته فيها (شامة ودقة في الحنك مين يشتريها). إلا أن العادات تغيرت وأصبح كثير من الشباب يفتخرون بالوشم ،ولاسيما بعد أن ظهر أبو عنتر في مسلسل صح النوم وقد وشم على ذراعه كلمة باطل . ويتم التفريق بين وشم الهواة والوشم الاحترافي، وهو بأن الأول أي وشم الهواة يتم رسمه بواسطة الشخص نفسه أو أحد الأصدقاء، بينما الوشم الاحترافي فيرسم بواسطة فنيين متخصصين في الوشم، ويتميز بوضوح رسمته وحدتها، ويتم حقن الحبر بواسطة آلة خاصة ، وألوان الحبر المستخدمة كثيرة كالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر. ويختار الناس التوشيم في الوقت الحاضر، لأسباب تجميلية وعاطفية وتذكارية وكرمز لانتمائهم أو لتمييزهم مع مجموعات معينة من الناس، بما فيها العصابات الإجرامية وأيضاً مجموعات عرقية معينة ومجموعات ثقافية خاصة.‏

بقي أن نذكر أن الأطباء يحذرون من الوشم ،ولاسيما إذا جرى بشكل جماعي حيث تنقل الإبر المستخدمة في الوشم الأمراض الخطيرة بين الراغبين في الوشم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية