تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوار.. مفتاح التفاهم

مجتمع
الأحد 12/10/2008
رويدة سليمان

تعالوا لنتحاور.. جملة وإن جاءت بصيغة الأمر ولكنها تحمل أجمل المعاني ولها جرس موسيقي يستميله السمع , تطرح في المؤتمرات والندوات والاجتماعات ( الأسرية وأماكن العمل والتعليم).

وللحوار أهمية في استمرار الحياة الزوجية ولكن غالبا وتحت ستار الحوار تعلو أصوات الأزواج وتنشب الحرب الكلامية والمعارك اللفظية ويفتقد الحوار معناه الحقيقي هذه العملية الانسانية التي تعني في المعاجم الرجوع عن الشيء وإلى الشيء والمحاورة هي المجاوبة والتحاور هو التجاوب, والمحاورة هي مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وللحوار شروط كثيرة إن لم نوفه حقه وعوامل نجاحه صدق على الحديث الجاري تعبير حوار الطرشان وهو ليس بحوار.‏

وعن آداب الحوار وشروطه يقول الطبيب النفسي رمضان محفوري:‏

الحوار ما أجملها من كلمة ! الحوار من أجل المعرفة والتعليم والعمل, الحوار طريقة تعامل بها الاغريق وخاصة سقراط وعرفت باسمه والفكرة التي يقوم عليها هذا المصطلح هي أن الحقيقة لاتدرك إلا عن طريق الحوار وما يتم تعلمه في الحوار يتصف بالثبات والاستمرار وأسلوب الحوار من أهم أساليب التربية لما فيه من تشويق وشحذ للذهن وتشخيص للحقائق وتشجيع على المبادرة والمشاركة الذاتية في عملية التعليم والتربية وهنا يجب مناقشة الآخرين فيما يفكرون ويعتقدون وإثارة فضولهم وذلك بمواجهتهم المباشرة بالجدل وإتاحة الفرصة لهم بأن يروا من خلال اجاباتهم الذاتية واعترافاتهم بنقص آرائهم وعدم صحتها ويعد الاستعمال المناسب للأسئلة ضرورة ملحة لنجاح الطريقه الحوارية وإعطاء الوقت الكافي للإجابة والاستماع الجيد لها ولكن يجب الانتباه هنا إلى أن إعطاء المعلومات في وقتها غير المناسب او عدم كفاية وقتها أو الموضوع أو الحالة النفسية أو العقلية حتى المكان غير المريح تعطي نتائج غير متوقعة, وعدم إذلال الطرف الآخر أو الحط من قدرته شرط لنجاح العملية التحاورية, وهنا يجب التمييز بين مفهومين, التحدث وهو الوسيلة التي ندافع بها عن وجهة نظرنا, أفكارنا, طريقتنا في التفكير أما الإصغاء فهو عملية الاستفسار من خلال وجهة نظر الآخرين وأفكاره وطريقته, ومحادثة الخصوم هي دفاع خالص كل منا يدافع عن وجهة نظره الخاص بشكل معقول وهادئ ونصبح شيئا فشيئا متحصنين أكثر في مواقعنا فالدفاع ( التحدث) دون استفسار ( الاصغاء إلى الآخرين) يتصاعد إلى مواجهة ويمكن أن نرى كيف يحدث هذا التصعيد يوميا.. إنه ارهاق ويصح هذ ا التصعيد جزءا من الثقافة التي يعمل ضمنها بعض المديرين وقد يتجنبون إجراء محادثات ويعتزلون خلف أبواب مكاتبهم ويكتفون بالإصغاء وهنا تكون النتائج كارثية.‏

وأفضل المحادثات هي تلك التي توازن بين التحدث والاصغاء وهذا الأخير يتكون من توءمين متلازمين فنية الصمت فنية الإنصات.‏

وهنا لابد من الاشارة إلى دور المرشد الاجتماعي والنفسي وأهمية استثمار خصائص فنية الصمت لمساعدة المسترشد على التحدث بروية وهدوء ترتيب أفكاره أما بالنسبة لأهمية الانصات فاتفق جميع الكتاب والمؤلفين على أهمية استخدام فنية الانصات في المقابلات من أجل تعديل وفهم سلوك المنصت إليه.‏

وبدوري أقول:‏

ما أحوجنا إلى حوار ينبض حياة وحيوية بحيث لاتنساب الكلمات هدرا, ولا يصادر رأي وبأسلوب قمعي وبهذا المعنى للحوار يتحرر العقل من ذهنية التخلف التي تحاصر الأفكار والتطلعات في بعض الأوساط الاجتماعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية