تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نتاج ملتقى دمشق العالمي للنحت أمام العين الناقدة للجمهور

شؤون ثقافية
الأحد 12/10/2008
قصي بدر

أسفر ملتقى النحت العالمي بدمشق صيف 2008 عن نتاج فني هام ارتقى إلى المستوى المأمول حيث قدم الفنانون على اختلاف جنسياتهم أعمالا بطابع نصبي تنوعت إلى حد ما في اتجاهاتها, منها ما يلامس دواخل أفراد المجتمع السوري ومنها ما يبدو غريبا ,

وبالطبع هذا لايقلل من أهمية بعض الأعمال فالتقبل هنا يخضع لآلية التذوق وماهية الذائقة الفنية للبعض ,والثقافة الفنية المكتسبة ,ومن جهة أخرى فإن غرابة بعض الأعمال فرضتها سويتها التي لاتشجع المتلقي على التذوق لبساطة ساذجة في الطرح والأداء فظهرت هذه الأعمال كتلا حجرية لاحياة فيها. بالمقابل هناك أعمال بقيم فنية عالية ولم تكن بالعدد القليل وهي تحمل ثقافات متعددة وتقدم تيارات فنية تتراوح ما بين الواقعية الحديثة وما بعد الحداثة إن اقتربت القراءة التحليلية من الصحة والأعمال في أغلبها تتمتع بالتعبير البليغ.‏

والسؤال المطروح يتعلق بمصير هذه الأعمال ومكان حضورها وتأثيرها المرتجى على الجمهور وهنا تكمن مسؤولية كبيرة على المعنيين بمسألة وضع الأعمال في مكانها الصحيح وفرز هذه الأعمال واستبعاد ما تسقط قيمه. وفي هذا المعرض علمنا بالتحضيرات الجارية لاختيار الأمكنة النهائية لهذا النتاج الضخم. فعند مستديرة ساحة الأمويين وأمام مبنى مكتبة الأسد سيوضع عمل الفنان الكوري /هوانجسونج وو/ وهو عبارة عن كتلة ضخمة من الصحف والأوراق المتراصة فوق بعضها وبدا العمل عالي الإبداع وجاذب للغاية.وفي المستديرة المذكورة أيضا وفي بداية شارع جواهرلال نهرو سيوضع عمل الفنان الألماني /رولاند ماير / وهو مجموعة من الكتل الهندسية المتنوعة التي تتوضع بشكل بنائي ضمن تكوين مدروس إنما المجموعة الكبيرة للعناصر المتواجدة في العمل تثير البعض من الملل. وعلى طرف المستديرة ذاتها سيوضع عملا الفنانين /بيتروف/ البلغاري و/محمدبعجانو/من سورية ,وأما عمل الفنان البلغاري فهو عبارة عن كتلتين رأسيتين مسطحتين تحويان كتلة في الوسط محدبة الحواف وهو عمل يتمتع بجمالية عالية. أما عمل الفنان بعجانو فيكتنز مفردات متنوعة ارتقت في صياغاتها التعبيرية والفنية سعيا لحضور عمل جميل.‏

وفي حديقة الجلاء سيوضع عملا الفنانة المغربية /إكرام كباج / والفنان المصري /هاني فيصل / الذي قدم عمله بشكل عرضي أفقي يقترب في الأسلوب من عمل الفنان الألماني /ماير / إنما يمتاز عليه في الاختزال والتأثيرات الخاضعة للضوء,كذلك فإن عمل الفنانة المغربية يرتقي في السوية الجمالية فيما يندرج ضمن التجريد.‏

وسيوضع في حديقة المنشية عملان لكل من الفنان الفلسطيني /زكي سلام / والسوري /إياد بلال / وأما عمل الفنان سلام فيعبر بشفافية ضمن أسلوب تعبيري عن العائلة في رؤية خاصة للفنان حققتها مهارة واضحة واختزال لطيف.والفنان /بلال / يختزل في عمله وجوها متعددة بهيئة تعبيرية لها جمالياتها أدخل فيها اللون في محاولة ناجحة من التطعيم وبقية الأعمال ستوضع في حدائق المسرح القومي والجزر الخضراء لمجلس الوزراء.‏

ومن الأعمال الهامة منحوتة الفنان الإسباني ناندو والتي تكاد تتصدر معظم الأعمال من حيث جمالياتها وغنى تأثيراتها التي تتفاعل مع الضوء وما تبث من إيقاع يمنح حيوية بالغة.‏

ومن الأعمال الجيدة أيضا ما يعود لكل من الفنانين عبد الرحمن موقت والفنان الإيراني /شيخولوكامي/ والفنان الاسترالي /فرانكوداكا / والفنان السوري /أبي حاطوم/ والفنان السوري /أكثم عبد الحميد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية