تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عمرها 300 عام .. أوبرا زنوبيا تنبعث في دمشق

شؤون ثقافية
الأحد 12/10/2008
سوزان ابراهيم

امرأة صيغت من سحر الشرق, مليكة تحدّت روما وفارس, الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع السميعة المشهورة

في العصر الجاهلي, زنوبيا ملكة تدمروالشام والجزيرة. تنبعث سيرتها التي طالما كانت أقرب إلى سير الأبطال منها إلى سير النساء كفينيق يخرج من ركام التاريخ, وغبار الزمن, تتجسد امرأة ذات عنفوان وكبرياء في دراما موسيقية (أوبرا زنوبيا, ملكة تدمر) على مسرح دار الأوبرا في دمشق. قبل نحو 300 عام قام الموسيقي الإيطالي توماسو أبينوني بتأليفها اعتماداً على نص للشاعر أنطونيو ماركي, وهي الاوبرا الأولى والوحيدة من اعماله التي وصلت كاملة,وتوجد مخطوطتها الوحيدة في مكتبة الكونغرس بواشنطن. وفقا لمعلومات بروشور الأوبرا هناك أكثر من 30 عملاً موسيقيا تمثيلياً يحمل العنوان ذاته خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر! فلنرَ إلى تأثير تلك المرأة العظيمة!‏

ولادة فكرة‏

في ورشة عمل أقيمت في آذار 2007 حاولت عازفة الشيمبالو أنجيليكا موتس تفسير الموسيقا الباروكية الإيطالية لطلاب الموسيقا في سورية. نجاح الورشة وتجاوب الطلاب دفع بأمانة احتفالية دمشق إلى تبني عمل موسيقي مشترك, ولأنها تنتمي إلى موسيقا الباروك ولأنها لم تقدم على أي مسرح في العالم منذ عام 1694 اختيرت أوبرا زنوبيا لتبرز علاقة الموسيقيين السوريين بتقاليد الباروك.‏

عن العرض الأوبرالي‏

تبدأ أحداث هذه الدراما الموسيقية من حصار قيصر روما ( أوريليانو) لتدمر بعد أن عزم على تأديب ملكتها التي أعلنت الاستقلال عن امبراطوريته وزحفت جيوشها لتبسط سيطرتها على ما أطلقت هي عليه اسم الامبراطورية الشرقية. ركز العمل على استلهام مصادر من القرنين السابع عشر والثامن عشر, وأعادت أنجيليكا موتس كتابة الرموز الصوتية لمخطوطة الأوبرا لتكون في متناول الموسيقيين المعاصرين, بينما قامت كيارا بانكيني ( عازفة الكمان الأول وقائدة الأوركسترا في العرض ) بالعودة إلى أبحاث قديمة لتفسير الموسيقا, كما تم الرجوع إلى مصادر قديمة أيضاً فيما يتعلق بالحركات الإيمائية للمغنيات والمغنين. كما استند إلى تماثيل زنوبيا وغيرها من الشخصيات المهمة, ولم تأت الملابس على علاقة بعصر زنوبيا بل وفق التقاليد الباروكية حيث يتم التغافل عن الدقة التاريخية للحدث.‏

لعبت قصص الحب بين أوريليانو وفيليديا ( ابنة حاكم تدمر ) وبين ليديو وفيليديا, وبين أوريليانو وزنوبيا الدور الأبرز في الدراما الموسيقية, وكانت خلفية المسرح تتلون بإضاءة حمراء أو زرقاء أو أرجوانية أو,,, لتتناغم مع وحي الحالة العاطفية المتجسدة على الخشبة لكنها تغافلت تماماً عن أي خلفية لتدمر. رافق العرض ترجمة على شاشة الكترونية للحوار الشعري الإيطالي. لعب ثمانية من المغنين والمغنيات السوريين أدوار البطولة ( بينهم واحد أو اثنين أجانب ) فأدّت نعمى عمران دور زنوبيا, وسيمونه سوريني دور أوريليانو. أجاد السوريون الغناء الأوبرالي إلى حدٍ كبير, وكانت أصواتهم جميلة,بينما لعب جمال قبش دور الراوي ليربط الأحداث ببعضها ويساعد المتلقي على الانسجام عن نص كتبه الأديب حسن.م.يوسف. كان الحضور كبيراً لكنه هذه المرة اتصف بغالبية من كبار السن أو لنقل من الجيل الأكثر نضجاً, وغابت نسبة معقولة من جيل الشباب, يبدو أن الأوبرا لا تلقى رواجاً كبيراً بينهم!‏

نهاية معاصرة‏

على غير ما نعرف فقد انتهى الصراع بين أوريليانو وزنوبيا هنا بالتوصل إلى حلّ سلمي أظهرتقدير المنتصر لقيم الشرف والكبرياء والصمود التي تحلّت بها ملكة تدمر, فأعاد لها ملكها وعفا عن ابنها, ليسود السلام والمحبة بين الجميع , لا أدري إن كان النص الأصلي قد كتب بتلك الطريقة ? لكن النهاية تدور في إطار ما يعرف بحوار الحضارات, وسيادة السلام.‏

موسيقا الباروك‏

يطلق مصطلح الأسلوب الباروكي على أشكال عديدة من الفن الذي ساد غرب أوروبا وأمريكا اللاتينية. يمتد عصر الباروك من سنة 1600 إلى 1700 في تاريخ أوروبا.أما باروك فهو اصطلاح استعمل في فن العمارة والتصوير ويعني ( شكل غريب, غير متناسق) , وظهر هذا الفن لأول مرة في روما في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر الميلادي. يتميز الأسلوب الباروكي بالضخامة ويمتلئ بالتفاصيل. في القرن الثامن عشر تطور الفن الباروكي إلى أسلوب أكثر سلاسة وخصوصية وسمي بفن الروكوكو, وأغرم فنانو الباروك بالجانب الحسي للاشياء. كانت ايطاليا وعا صمتها روما في القرن السابع عشر المركز الرئيسى لنشاط فنى كبير, كما كانت أهم مصدر للفنون في اوروبا.وفي عصر الباروك وجدت جذور القوالب الموسيقية وهي:‏

( السوناتا ) و تعني يعزف, و(الكونشرتوجرسو) و معناها المشاركة أ و المباراة في العزف ثم ( الفوغا ) ومعناها الهروب.‏

بدأت أول العلامات الدالة على العصر الباروكى تظهر في الموسيقي الإيطالية بشكل خاص , و لعل أعظم ما تحقق في عصر الباروك في ميدان التأليف الموسيقي للآلات هى تلك الحلول التى أوجدها المؤلفون ومن أهمها إيجاد تعادل مقنع بين العنصرين الجوهريين في كل عمل فنى يقوم على الانشاء و البناء و هما: الوحدة , التنوع في التكرار و التجديد. من أهم المؤلفين الموسيقين في ذلك العصر: اركانجلو كوريللي -انطونيو فيفالدى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية