في جعبته الكثير الكثير مما يكتب عنه.. لم يترك علما من العلوم الا وأخذ منه بطرف وأجاد توظيفه ونقله الى الاخرين.. رجل علم ومعرفة ومعلم من معالم المسيرة الفكرية في القرن العشرين.. منذ عقدين من الزمن حاضر بنا يوم كنا طلابا في الدراسات العليا - التربية - تحدث بعمق واسهاب عن نظريات التعلم وعلم النفس التربوي وكان لافتا ان اساتذة كبارا في كلية التربية كانوا يصرون على حضور محاضراته المعدودة وحين تساءلنا عن سر ذلك أتانا الجواب: رجل وعالم موسوعي احاط بمعارف وعلوم شتى وشكل منها رؤى جديدة, افاقه الواسعة وما قدمه زاد ثر وغنى للمكتبة العربية...
اما في باب الدراسات الجمالية فكان الرائد في هذا المجال اذ شكل كتابه المتميز: دراسات فنية في الادب العربي, نقطة تحول في دراسة النصوص الابداعية.
محطات في حياته..
عبد الكريم اليافي من مواليد مدينة حمص عام 1919م وكان خلال دراسته يتردد على أئمة العلم فيها في عام 1935 م نال الدراسة الثانوية فرع الرياضيات انتسب الى كلية الطب وتركها بعد ذلك وتحول الى دراسة العلوم فنال الاجازة في العلوم الرياضية والطبيعية عام 1940م والاجازة في الادب عام 1941م والدكتوراه في الفلسفة عام 1945 وقد كان موضوع اطروحته (دراسة نفسية وجمالية ابن الفارض) لما عاد الى سورية عام 1945 عين مدرسا في مدارس حمص الثانوية وعام 1947 انضم الى هيئة التدريس بكلية الاداب قسم الفلسفة.. وقدم للمكتبة العربية عشرات المؤلفات التي غدت مرجعا اساسيا في موضوعاتها نذكر منها: علم النفس العام-فلسفة الجمالوعلم الفن-المنطق والفلسفة العامة-تاريخ العلوم وفلسفتها- علم الاجتماع والاخلاق- الفيزياء الحديثة والفلسفة- دراسات اجتماعية ونفسية- تمهيد في علم الاجتماع- دراسات فنية في الادب العربي- الشموع والقناديل في الشعر- تقدم العلم-فصول في المجتمع والنفس-علم السكان...الخ..
رحم الله اليافي المتبقي في ابداعه وفيما قدمه للفكر العربي في مسيرته الطويلة.
وكانت وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب, قد نعت امس العلامة الراحل الذي سيشيع جثمانه عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الاحد من مشفى الشامي بدمشق الى جامع سعد بن معاذ بالمالكي ليصلى عليه ومن ثم الى مقبرة باب الصغير حيث يوارى الثرى.