اشتكى الفنان سعد من انخفاض الميزانيات المخصصة للمسرح، وعمل جاهداً على رفع سقفها، لكن دون جدوى ميزانيات تليق بصيغة فنية وإنسانية بالمسرح.... يقول أيضاً في أحد لقاءاته:
« النهوض بالمسرح لا يتم فقط بالميزانيات فإن لم تتغير عقلية التعامل مع المسرح فلن يكون هناك مسرح، ولكي تتغير هذه العقلية يجب أن يكون المسؤولون عنه لهم علاقة بالثقافة المسرحية ويملكون عقلية مسرحية، ذاكرة مسرحية، تاريخاً مسرحياً،خبرة مسرحية، وعلاقة عضوية بالمسرح.
مضيفاً إن المسرح السوري مريض بسبب عدم الرعاية به، ولكن لا، لن نعلن موقع المسرح، المشكلة أن المسرح الرسمي في سورية حالياً يقوم على قوانين ثابتة منذ عام 1960.
صاحب العشرين نصاً مسرحياً، ربما يكتب في ليلة والعامية نصاً كاملاً: يقول:
النصوص التي أكتبها تتراوح بين فضاءات الأسئلة الوجوديةالكبرى والأساطير ومعضلات اللحظة الراهنة بكل أطيافها الاحباطات المتلاحقة لم تمنعني من الكتابة، ما زلت أغذي الأمل بأن يكون المسرح عصب الشارع الثقافي، لكن هذا الفضاء الحميم يعيش في غرفة الإنعاش.
يسعى جهاد سعد للعمل على هدم المسرح التقليدي، وإعادة تشييده برؤية مغايرة... يعشق الإضاءة والحركة والاجتهادات البصرية في مسرحه، الطقسي- الفرجوي، القائم على لغات متعددة كلغة الجسد والإيقاع الموسيقي.
طالما احتفل الجمهور السوري بعروض مسرحية بقيت في الذاكرة... منها عرض أوبرا كارمن وهي من إخراج جهاد سعد عرض لقي إقبالاً جماهيرياً.. فأوبرا كارمن لأول مرة في سورية وبإخراج سوري. ونفدت البطاقات منذ اليوم الأول، ومدد العرض يوماً آخر.
دائماً وبكثير من التوتر يتحدث عن همه المسرحي، مؤكداً أنه على خشبة المسرح أفضل من أي مكان آخر... المسرح مشروعي الفكري والمغامراتي والفني والجمالي في لقائه مع بروين، وفي رده على سؤال عن أهم تجاربه الحياتية، يجيب وبلا تردد.. الحب والمسرح... ويضيف أيضاً... أعطيت على المسرح كما لم يعط أي فنان عربي على الإطلاق.
يرفض سعد فكرة(الرقيب) مؤكداً أن الرقيب يكمن في داخل الذي يخاف من الرقيب، ومن لا يعاني من الرقيب يلغي الرقيب ويفعل ما يشاء على الخشبة.
المسرح كما يراه حرية وأكبر منبر للحرية.. الحديث عن الرقيب والرقابة أصبح مهزلة ومثيراً للضحك في زمن القرية الكونية... يضيف و يكرر دائماً المسرح والسينما هما حلمه وهدفه...ورغم تعثر وصولة إلى حالة سينمائية يراها واقعا في سورية ، إلا أنه ينتظر دائماً دوراً فارقاً فيها.
وملمح بسيط عن سيرة حياة فنان سوري أضاف للمسرح السوري أرشيفاً مهماً لكنه للأسف لم يحظ دائماً بجمهور واسع كما يحلم، والأسباب كثيرة.
لكن عندما تتوفر الشروط الموضوعية... نحن نجد طوابير المتفرجين، يتهافتون لشراء بطاقة حضور... عرض مسرحي... لجهاد سعد.. وغيره من الفنانين المسرحيين السوريين القادرين على انتزاع الدهشة والإعجاب من جمهور متعطش لمسرح ينتزعه من أريكته.
تخرج جهاد سعد...من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1980، مؤلف ومخرج مسرحي، وممثل معروف في التلفزيون والسينما.
أخرج للمسرح، مسرحية(كاليغولا) لألبير كامو ومثل فيها، عرضت في دمشق عام 1986، ثم في الجزائر، وتونس، ونالت السعفة الذهبية للإخراج في مهرجان قرطاج الدولي عام 1995.
كتب وأخرج مسرحية( حكاية جيسوف وميديا)1988 ومسرحية(أواكس) 1993 أخرج ومثل مسرحية(خارج السرب) لمحمد الماغوط 1999 وأخرج وكتب مسرحية(هجرة أنيغون) التي قدمت في دار الأوبرا بدمشق وفي القاهرة وإسبانيا وتونس وباكستان.
أدار جهاد سعد العديد من ورشات الإخراج والتمثيل في سورية والخارج، وشارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المسرحية، يعتمد في مسرحه على الممثل بالدرجة الأولى والتواصل الجماعي ولغة الجسد.