إضافة للمقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكية, بل إنها أصبحت بنظرهم السبب الرئيسي في فوضى العراق وأنها السبب الرئيسي في عدم التوافق بين الفرقاء العراقيين, والآن هي المعوق الرئيسي للحل السياسي في لبنان.
بعد هذه القائمة الطويلة من الاتهامات, كان لابد أن تمارس ضد سورية الضغوط الشديدة قبيل القمة العربية المزمع عقدها أواخرهذا الشهر في دمشق, بحيث سارعت العديد من الأطراف لإفشال القمة والترويج بأنها سورية خاصة وليست قمة عربية تخص كل العرب.
إن سورية اختارت الطريق الصعب منذ البداية, ومازالت مصممة على مواصلة هذا الطريق والعمل البطولي, رغم ما يمثله من مخاطر آنية ضدها... لكنها اختارت الطريق الصحيح الذي يؤيدها فيه كل القوميين والشرفاء العرب من المحيط إلى الخليج, بل وشرفاء العالم في شتى المعمورة, وسيأتي بالنصر الكبير لها ولأمتها في النهاية.
فسورية كانت على صواب في اختيارها لهذا الخط السياسي القومي, الذي يرفض الرضوخ للتهديدات الخارجية, مهما بلغت خطورتها الظاهرية, فهذه الاتهامات والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية لها بدعم المقاومة المشروعة في لبنان وفلسطين والعراق, والتي تطلق عليها أمريكا اسم )الإرهاب) باطلة.
لقدحملت سورية الراية وحدها تناضل على الساحة العربية, تناضل من أجل القومية والعروبة, ومن أجل استعادة الحقوق العربية المشروعة في فلسطين ولبنان وأخيراً في العراق, في مواجهة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالميتين, الساعيتين لتدمير الهوية العربية تماماً, لمصلحة مشروعات الهيمنة الاستعمارية الغربية.. فقد جاءت المواقف السورية الصلبة في مواجهة هذا المخطط, لتمثل حائط الصد الأول والوحيد الآن, مع المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق, ومن هنا كان لابد من التضييق الشديد عليها, حتى تتراجع عن هذه المواقف, وللأسف الشديد تقدم عدة جهات دولية لتنفيذ هذا المخطط التصعيدي ضد سورية.
والحقيقة التي يدركها الوطنيون في العالم العربي أن سورية اختارت الطريق الصعب, لكنه الوحيد الصحيح في النهاية, فالاستسلام لن يوصلنا إلا للمزيد من التنازلات عن حقوقنا وكرامتنا, وهو ما حدث بالفعل, وتدركه كافة الجماهير العربية.
أيضاً عندما اختارت سورية أن تتحالف خارج الدائرة العربية لجأت إلى محيطها الإسلامي, فاختارت إيران الثورة,وهي إحدى الدول البازغة على (الخريطة العالمية), وفي نفس الوقت تسير معها في نفس الخندق المقاوم, فأضاف كل منهما للآخر قوة جديدة في المنطقة, إلى جانب التحالفات القوية والمثمرة مع دول أمريكا اللاتينية الرافضة للهيمنة والغطرسة الأمريكية, فجاءت كل هذه التحالفات لتزيد من قوة الممانعة السورية, في مواجهة هذه القوى الاستعمارية الطامعة في العالم العربي من خلال تجزئته وتفتيته وهو مالم يلق ببعض القوى مثل واشنطن و(تل أبيب), فكان لا بد من أن تتخذ مواقف متشددة ضد سورية من خلال اللعب بورقة القمة العربية التي تستضيفها دمشق, كنوع من لي الذراع, كي تتراجع سورية عن هذه المواقف القومية والإسلامية, التي تتصادم مع المصالح الأمريكية والإسرائىلية والغربية بصفة عامة في بلادنا العربية.
< صحفي مصري