في شمال غزة أسفرت عن مقتل أكثر من مئة فلسطيني ثلثهم من النساء والأطفال إضافة إلى ما يقارب الأربعمائة جريح مستخدمة شتى صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية وضمن أسلوب من القصف المنهجي طال البشر والشجر والحجر وحيثما وقعت عين الجندي الإسرائيلي كانت تصل قذائفه وصواريخه.
وتكملة لتصريحه بتحويل غزة إلى محرقة قال نائب وزير الحرب الإسرائيلي متان فيلنائي : إن العمليات في غزة عملية واسعة وليس عملية برية كبيرة, مشيراً إلى أنه يعتمد في شكل أساسي على الطيران :ولو أننا سنلجأ أيضاً إلى قوات برية.
ونفى أن تكون عملية التوغل البري شرارة لعملية برية واسعة النطاق تقضي بإعادة احتلال جزئي لقطاع غزة كان أشار إليها في الأسابيع الأخيرة مسئولون إسرائيليون.وأضاف: )نحن نتحرك في قطاع غزة في شكل دائم, وما نقوم به حالياً يندرج في إطار هذه النشاطات. لا شيء جديداً باستثناء التوتر الذي ساد في الأيام الأخيرة, لكنه أشار إلى أنه كلما ازداد التصعيد كانت هناك فرص للجوء إلى قوات أكبر.
ودعا وزراء وأعضاء كنيست إلى شن حملة عسكرية واسعة واجتياح قطاع غزة على غرار عملية السور الواقي التي جرت في الضفة الغربية عام 2002. وقال عضو الكنيست الليكودي يوفال شتاينس :لا مناص من عملية -سور الواقي 2- لأن عملية من هذا النوع يمكنها أن تؤدي إلى تغيير استراتيجي لعدة سنوات على الأقل,و من جانبه قال وزير الشؤون الاستراتيجية العنصري ليبرمان: إن على إسرائيل أن تمحو عن وجه الأرض كافة المباني الحكومية في قطاع غزة.
ودعا إلى إعادة احتلال المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة. وإلى وقف تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل إلى السلطة الوطنية الفلسطينية. إلا أنه يرى أنه لا يوجد داع لاحتلال قطاع غزة من جديد.
من جهتها, أبلغت وزيرة خارجية اولمرت ليفني نظيرتها الأميركية رايس بتطورات العملية في غزة. وشددت على أن قيام الفلسطينيين بتعليق المفاوضات ردا على العملية, لن يمنع إسرائيل من مواصلة تحركها بهدف وقف إطلاق الصواريخ.
وقال حاييم رامون نائب اولمرت أن إسرائيل عازمة على بذل قصارى جهدها لوقف إطلاق الصواريخ من غزة ولكنها لا تخطط لإعادة احتلال القطاع الذي انسحبت منه في عام 2005.
ونقلت للقناة الثانية قوله: (نحتاج للتحرك بكل ما أوتينا من قوة.. ولكن من دون اتخاذ خطوات تضر بنا أكثر مما تساعدنا.. وأعني بذلك إعادة احتلال غزة). وأضاف )نحتاج لاستهداف كل من له ضلع بشكل مباشر أو غير مباشر في إطلاق الصواريخ.. لاستهداف البنية التحتية لإدارة غزة.
وقال الوزير في حكومة اولمرت جدعون عزرا : أن إسرائيل ستقصف مقار قادة حماس في قطاع غزة بما فيها مقر إسماعيل هنية.
وأضاف , على قادة حماس أن يعرفوا أنهم يعيشون في الوقت الإضافي وان إسرائيل تلاحقهم وستقصف مقارهم وشرطتهم وسياراتهم وأملاكهم.
الصحف الإسرائيلية تبدو في تحليلاتها أكثر تحمسا للعمليات العسكرية الجارية ولا ترى في الوقت نفسه أية جدوى في عملية عسكرية واسعة تهدف الى إعادة احتلال غزة , فيعتقد المحلل ايهود يعاري في التلفزيون الإسرائيلي ان حماس لم تستخدم في المعركة سوى 50-60% من قدرتها وأنها مثل إسرائيل صارت تحسن ظروف وصولها الى تفاهم لوقف إطلاق النار القادم. ومن وجهة نظر يعاري المعركة تدور الآن حول اي ظروف يمكن ان يفرضها كل طرف قبل الوصول الى تهدئة قادمة ومن يقول غير ذلك لا يعرف حقيقة الواقع فهذه ليست معركة الحسم النهائي. وأضاف يعاري اذا سمحت إسرائيل لحماس بقصف عسقلان اليوم فأنها ستجد صواريخ تنطلق من الضفة الغربية وتقصف كفار سابا بعد عدة أسابيع لذلك يجب فرض الثمن منذ الآن وفرض شروط القوة على قوانين اللعبة والمعابر وان خالد مشعل مثل اولمرت وباراك يعرفون ان التهدئة القادمة ستكون قادمة ولكن بشروط وظروف جديدة. فيما قالت صحيفة هآرتس ان هدف عملية شتاء دافئ هو وقف إطلاق القذائف الصاروخية على مدينة عسقلان وإرغام حماس على إخراج هذه المدينة من ميزان الرعب في وقت نقلت فيه صحيفة معاريف: أولمرت أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بأن يواصل العملية العسكرية حتى نهاية الأسبوع .
وكتبت يديعوت أحرونوت: لا تسيروا الى داخل غزة... يمكن ويجب الوصول الى وقف للنار مع حماس,الكثيرون في اليمين سيوقعون على هذا النداء, إذ من أجل ماذا سيستدعون الجنود بالأوامر للتضحية بأرواحهم: تحرير الوطن? فقد دقوا في رؤوسهم بان غزة ليست أرض الوطن. الاحتلال? النصر? القضاء على العدو? فكل هذه شطبتها شرطة التفكير. الاحتلال كلمة فظة. النصر عديم الغاية. المطر ينزل عندنا على الدولة الهيئة القضائية المبسطة من جهة اخرى نشرت صحيفة هارتس استطلاعا للرأي اظهر أن نسبة64% من الإسرائيليين يعتقدون أن على الحكومة أن تجري مفاوضات مباشرة مع حماس حول وقف إطلاق نار ومبادلة الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين. بينما اعترض 28% على إجراء مفاوضات مع حركة حماس.