تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لقطات تلفزيونية ...

فضائيات
الأحد 9 / 3 / 2008
حنين للزمن الغابر!!

بغض النظر عن التقسيم بين آدم وحواء والموقف منه سلباً أو إيجاباً, لا بد من القول إن برنامج آدم على mbc في حلقته الأخيرة اعترته‏

موجة حنين الى الزمن الغابر, أيام كانت المرأة التقليدية منسجمة مع وضعها, فالفصل والتمييز بينها وبين الرجل قائم وراسخ واقعياً وثقافياً, وتجلى ذلك من خلال محاولات المذيع استدراج الممثلة المصرية رجاء الجداوي الى فخ إدانة الأم العصرية مقارنة بالأم التقليدية, وتركزت المقارنة على حس الأمومة الذي بدأ يبرد عند أمهات هذا الزمن.‏

الجداوي تحلت بديناميكية لافتة, عندما راحت تخرج أسئلة المذيع من جمودها مضفية الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والتطورات التي فرضها الزمن على الرجل والمرأة على حد سواء, وأن طبيعة العلاقة اختلفت وصارت تشاركية في إطار مؤسسة الزواج بعد أن كانت تسلطية,وأن مهمات المرأة عموماً والأم خصوصاً تعقدت وتشابكت ولاسيما بعد دخولها ميدان العمل.‏

كانت واضحة إذاً محاولات الهبوط بالحوار الى مستوى اسم البرنامج. لا لشيء سوى الحفاظ على انسجام الشكل والمضمون,وجاء عرض الجداوي على المذيعين أيمن ويوسف القيام بدور الأمومة ما داما ينتقدانه بهذا الشكل تتويجاً طبيعياً لتجاهلهما طبيعة الزمن وجريانه ومنطق التطور وقوانينه وروح العصر ومتطلباته.‏

***‏

صلاحية منتهية!!‏

لا تزال باربارا والترز من أهم المذيعات الأميركيات مع أنها تجاوزت السبعين من عمرها, ولم تزل إطلالة أوبرا بعد تجاوزها الخامسة والخمسين تحظى بشعبية منقطعة النظير إذاً لم تتوقف شهرة هؤلاء المذيعات على عمرهن, ولا على جمالهن أو شكلهن, إنما على مؤهلاتهن وعلى المادة الاعلامية التي يقدمنها وعلى الخبرات المتراكمة لديهن, ولذلك لم يفقدن صلاحيتهن, بعكس حال المذيعات عندنا, في العالم العربي, فوجودهن واستمرارهن مرتبط بالشكل والعمر, وجريان الزمن قاتل بالنسبة لهن, لذلك تعمد الكثيرات منهن الى محاولات إيقافه بواسطة جراحة التجميل أوتتبع أحدث صيحات الموضة مكرسات الثقافة ذاتها التي ترسخها الأقنية التي يعملن فيها مذيعات جميلات لمشاهد بليد عبر قناة بلا رسالة.‏

بالطبع, لا تتوقف هذه المعادلة على المذيعات وحدهن, لكنها تظهر لديهن أكثر مما تظهر لدى المذيعين, وبالنتيجة تخسر فضائياتنا إمكانية تكريس هويات برامجية تستقطب المشاهد وتراكم خبرات متبادلة معه في عملية التواصل, وفوق ذلك تحوله الى متلق سلبي لا يرى في الشاشة إلا نماذج جمالية أنثوية تروج للموضة وعمليات التجميل وتنتهي بسرعة مفسحة المجال لأنماط جديدة بلا ذاكرة مهنية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية