نظراً للهامش الربحي الذي يترك للصائغ, وبما أن سعر الذهب وعياره مضبوطان عالمياً والميزان مضبوط فحساب الشغل لا يخضع في الواقع لأية ضوابط أو معايير واضحة, فكل صائغ يحسبها بطريقة مختلفة عن الآخر وبنسب متباينة إلى حدٍ يثير التساؤل, ويؤدي أحياناً لإحداث خلافات بين الصائغ والزبون.
وفي جولة للثورة على عدة محال صياغة تبين بأن حركة البيع لم تتغير مع ارتفاع الأسعار, ولكن عدد الغرامات المباعة قل عن مستواه في الفترة الماضية, ومع انخفاض القوة الشرائية تنشط حركة بيع المشغولات الذهبية المقتناة للحصول على فرق ربحي جيد بين سعري الشراء والمبيع.
وسألنا الصائغ يزن الياس: كيف يتم احتساب أجور شغل قطعة الذهب.. فأجاب: تختلف الأجور حسب نوعية القطعة المرغوبة, فالموديل الشعبي وخاصة من أهل الأرياف أو ممن يتخذ من الذهب وسيلة ادخارية وهو سهل التصنيع مثل (الجنزير- الجدلة- المبروم- السحب) أجرته لا تتعدى من (7-8%) من قيمة القطعة الذهبية مهما بلغ وزنه, أما الموديل الفني وهو عبارة عن قطع فنية مرصعة بأحجار الزركون وملونة بالأبيض والنحاسي الأحمر, فتحسب أجرتها حسب نظافة القطعة (أي حسب دقة التصنيع ونوعية الحجر المركب عليها) وتكون من (15- 30%) من قيمة القطعة الذهبية, في حين أن أجرة الذهب الأبيض تزيد عن الأصفر وذلك بسبب مادة الألوي المضافة عند صهر الذهب الأصفر ويكلف زيادة قدرها (40 ل.س) للكيلو غرام الواحد عن الأصفر.
ويضيف أن الصياغة تتضمن كلفة الصهر والصب وأجرة اليد العاملة ورسوم النقابة والمالية وحساب ما يفقده الكلغ من (نتارة وبرادة) أثناء تشكيل القطعة الذهبية وحفرها.
بينما أكرم نخلة- صاحب محل صاغة آخر- يحسب الصياغة لزبائنه تبعاً لعدد الغرامات... فمن (10- 40 غراماً) الأجرة تتراوح بين (100- 200 ل.س) للغرام الواحد (40 غراماً) وما فوق من (150- 250 ل.س للغرام الواحد, ويكون ذلك وفقاً لإتقان المشغولة والوقت والجهد المبذول عليها, وهناك مثلاً أساور السحب أجرتها تتراوح من 350- 1000 ل.س) مهما بلغ وزنها من الغرامات.
وما يزيد الطين بلّة أن الصياغ يعبرون عن تذمرهم لأنه لا يوجد تناسب بين ارتفاع أسعار الذهب وقيمة الأجرة التي يتقاضونها خاصة عندما يرتفع سعر الذهب تبقى الأجرة على حالها.
من جانب آخر سجلت أسعار الذهب في السوق كما رصدناها ساعة إعداد هذه المادة وكانت كما يلي:
الذهب عيار (21) قيراطاً (1275 ل.س) للغرام الواحد
الذهب عيار (18) قيراطاً (1092 ل.س) للغرام الواحد
الذهب عيار (14) قيراطاً (850 ل.س) للغرام الواحد
الذهب عيار (12) قيراطاً (728 ل.س) للغرام الواحد
ووفقاً لهذه الأسعار هل من المعقول أن يصل بنا الحال لتقليد بعض الصياغ في مصر الشقيقة وتأجير الذهب ليوم واحد?... وهل سيبقى تحديد الصياغة خاضعاً لمعايير شخصية من الصائغ غير واضحة المعالم للزبون?