تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


..مكان الفردوس الضائع

دمشق عاصمة الثقافة
الأحد 9 / 3 / 2008
رانيا خطيب

دمشق.. إنها إحدى أوائل المدن التي سكنها البشر, ومكان قيلولة طبيعية للانسانية التائهة في الأزمنة الأولى,

تلك المدينة التي كتب الله بإصبعه على الارض, عاصمة لها قيمتها مثل القسطنطينية إنهما المدينتان الوحيدتان اللتان ما وضعتا على خارطة الامبراطورية بصورة كيفية بل دل عليهما بصورة ,ولا تقاوم شكل الامكنة.‏

هذا ما وصف به الشاعر الفرنسي لامارتين دمشق من خلال رحلته الى الشرق.‏

وتحدث عن هذا الوصف بإسهاب الدكتور عيسى فتوح في محاضرة ألقاها في ثقافي المزة صور فيها الرغبة الجامحة التي كان يمني لامارتين بها نفسه في زيارة لمدن الشرق حيث قال ( بأنه سيبحث في هذه الرحلة عن تأثيرات شخصية حيث وقعت حوادث العالم القديم ومثلت السياسات والأديان وكان يود حسب قوله قبل ان يموت ان يقرأ أجمل صفحة في سفر الخليقة).‏

الزبداني كانت البداية‏

وصف لمارتين منطقة الزبداني وصفاً دقيقاً بجمال شوارعها وبساتينها المروية والمزروعة وكرم أهلها واستقبالهم له واستضافة شيخها الجليل وكرم ضيافته وتحدث عن الاحاديث التي دارت بينه وبين الشيخ بدقة متناهية حيث رأى في هذه البقعة من الارض كل شيء شاذ وخارج عن القياس فالخير والشر يستمرهنا بلا نهاية واستطاع من خلال هذه القرية الفاتنة ان يحكم على ما يمكن ان تكون هذه الأقاليم التي أعيدت الى حضنها الطبيعي.‏

مدينة لا تقبل الغرباء‏

ويتحدث لامارتين عن الصعوبات التي واجهها في مدينة دمشق منذ وصوله إليها وتخوفه من أهلها الذين كانوا يرفضون دخول أي غريب الى بلادهم مما اضطره الى اتخاذ جميع التدابير الممكنة حتى لا يتعرض الى الايذاء.‏

ويصف لامارتين مدينة دمشق التي وصل إليها مع القافلة فيقول: تقدمت وحدقت بنظري من خلال فجوة في الصخرة الى أروع وأغرب أفق لم يدهش مثله نظر إنسان من قبل إنها دمشق وصحراؤها التي لا حد لها . . النظر كان يقع أولاً على المدينة التي تحيط بها أسوار الرخام الاصفر والأسود وتحصنها أبراج مربعة لا تحصى وتسيطر على المدينة غابة من المآذن المختلفة الاشكال وتخترقها فروع نهرها السبعة والسواقي التي لا تعد, لقد كانت ممتدة مدى البصر في متاهة بساتين مزهرة,تلك المدينة التي يقطنها أربعمائة ألف من السكان يحار فيها البصر فلا يترك فتنة إلا يجد فتنة أخرى.‏

ذكريات ومشاعر وأفكار ومشاهد‏

ويعود لمارتين فيتحدث عن ذكرياته والمشاهد التي شاهدها في حارة الأرض فيصف شوارعها البائسة المعتمدة والقذرة وأبوابها الشبيهة بأبواب الاصطبلات ولكن بنفس الوقت هناك فرق شاسع بن الحارة ومنزل أحد التجار من الارض فيصف هذا الفرق بدقة ودهشة لأبهة هذه الدور وأناقتها من الداخل فالباحة مزدانة بالينابيع المتدفقة, الدوالي تغطي الجدران المكسوة بالرخام والمنقوشة بالنقوش العربية, الاثاث مؤلف من سجاد عجمي ويشيد لامارتين بكرم صاحب الدار ومودته كغيره من سكان دمشق التي كانت التجارة شغلهم الشاغل وعبقريتهم الوحيدة.‏

ويصف جمال السوريات فرؤية الصبايا الارمنيات في دمشق فاقت كل شيء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية