تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاتكالية ومفاهيم المجتمع الدارجة..

عيادة المجتمع
الأحد 11/3/2007
آنا عزيز الخضر

الاتكالية أ هي استكانة إلى الراحة? أم أنها حالة عجز وخوف من الوقوع في الخطأ..? وهل يمكن أن تكون نتيجة فقدان الثقة بجدوى

اندفاعية الفرد نحو الفعل..? فما هي الحقيقة الكامنة في الاعتماد على الغير كسلوكية اجتماعية أو مهنية خصوصا أن الاتكالية تعني انعدام المبادرة والوجه الآخر لإنعدام الاستقلالية وبالتالي فقدان المقدرة على تحقيق الفعالية في كل المجالات الشخصية منها والاجتماعية والمهنية والمشاهد الواقعية مليئة بهكذا سلوكيات تبدأ بالعلاقات الأسرية ولا تنتهي في المجال المهني إلا اذا اقترنت بالمصلحة الفردية والأنانية الضيقة الأفق خاصة أن محيطنا الاجتماعي محكوم بكثير من التقولبات والعادات التي يتم الاتكاء عليها دون النظر إلى ما يخلفه من خلل في العلاقات الاجتماعية والشعور بالظلم وكبح للنجاحات العديدة فعلى سبيل المثال الرجل الشرقي يرمي بكل أعباء المنزل والأولاد تقريبا على المرأة في اتكالية مطلقة ترهقها وتترك أثرها على باقي الأفراد ثم النظر إلى عمل الرجل في البيت بكونه معيبا.‏

فالإتكالية عدا أثرها على المحيط فهي تترك أثرها السلبي على الفرد الذي يخرج حتما من دائرة الفعل والتأثير الحقيقيين ويعجز عن صناعة القرار الصحيح.‏

و السؤال هنا هل القول بسلبية الاتكالية يساعد على الابتعاد عنها أم أن الاعتماد على النفس يحتاج إلى بناء محكم وإلى أسس قوية يدعمها الواقع المجتمعي ويكرسها.حول ذلك تحدثت الاختصاصية الاجتماعية منال غريب فقالت: لاشك بأن سلبية الاتكالية لا تنحصر بالفرد بل تتجاوزه إلى محيطه وقد تسبب الاحباطات والاخفاقات على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الاجتماعي هناك تبعات كثيرة لها حيث ترتبط بمعطيات مجتمعية أفرزتها بدءا من بنية المجتمع إلى عاداته وتقاليده والمفاهيم التي تنشر بين فئاته المختلفة إن كانت ثقافية أم اجتماعية أم إدارية أم تربوية مثلا ينشأ الطفل متعودا على هذا الطبع منذ السنوات الأولى إلى أن تتبلور الصعوبة البالغة في الاعتماد على النفس فيما بعد فالمسؤولية التربوية تتوجب هنا توجيه الطفل نحو العمل والفعل والقيام بأعمال يمكنه انجازها ولابد من تكريس الاعتماد على النفس من خلال التشاور معه واشراكه بالرأي واشعاره بقيمة عمله وإلا قد تنشأ لديه الكثير من العقد النفسية كالخوف والخجل من المجتمع نتيجة تلك الاتكالية التي تعودها وحتى بالنسبة للأسرة يجب أن يكون هناك نوع من التكامل والتعاون كأسلوب يخفف من أثر الاتكالية حتى ينشأ أفراد الأسرة في جو صحي اجتماعي.‏

من الجانب المهني لا أبالغ إن قلت بأن الاتكالية والتنصل من المسؤولية كفيل بتحقيق الفشل لأي دائرة مهنية وهنا يلعب دوره الضبط الاداري بعيدا عن المحسوبيات والواسطة وغيرها من الأمراض التي تخلق سلوكيات سلبية كثيرة والاتكالية شئنا أم أبينا تعطي في بعض أوجهها صورة جلية عن بيئة المجتمع قد تكون نتيجة عدم الثقة بجدوى الإحساس بالمسؤولية أو انعدام التشجيع على الإبداع المهني أو التحفيز على المبادرة هذا كله من شأنه أن يسبب الارتكاس للفرد متراجعا إلى دائرة العجز والاحتماء بالاتكالية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية