|
في تأبين الأديب الفلسطيني سعيد يعقوب ثقافة بدأ حفل التأبين بآيات من الذكر الحكيم.. ثم تتالت الكلمات من عبق روح وحياة الراحل مذكرة بمناقبه ومآثره ومواقفه.. وكانت الكلمة الاولى للمستشارية الايرانية التي عرفته بالفلسطيني المجاهد..كلماته.. كتاباته.. ومواقفه تشكل واحدة من ملحمة الشعب الفلسطيني الثائر الذي فرض عليه ان يكافح كل جبابرة الارض بيد عزلاء وصدر عار إلا من الصبر .. ثم جاءت كلمة الدكتور (حمزة برقاوي) امين سر اتحاد الكتاب الفلسطيني .. هذا الاتحاد الذي كان الراحل من اوائل المنتسبين اليه ويقول د.برقاوي إن غياب سعيد يعقوب يذكرنا باشكاليات عدة منها اشكالية العلاقة بين العلم والثقافة, بين ممارسة مهنة اضفى عليها العلم طابعا خاصا, انسانيا, وبين احساسه وايمانه بأن الحياة وحياة الفلسطيني بصورة خاصة تتطلب منه ان يتحدث وان يكتب وان يكون جزءا من تلك الشريحة التي يطلق عليها اسم المثقفين, وسع هامش حياته من عيادة في شارع فلسطين, الى كاتب اراد لانتمائه الى فلسطين ان لا يمر عبر قناة واحدة بل سار على اكثر من طريق اهمها طريق الثقافة الواسع العريض, ومن وحي مواقفه سنبقى نسير على خط الثوابت . والعلامة الدكتور( نبيل الحلباوي) صنفه على انه حالة فريدة من التوأمة بين العلم والفن , المبحر بشراع النفس في محيط النفس, يستجلي الحقيقة ويسكنه الابداع, ويسير الى الله على شرعة نبي وخطا وحي ويزف الى الصلاة بشوق العبد الى مولاه, ثم اشار الى خلقه وسلوكه اللذين تحكمهما جدلية محبة ( كجدلية النفس والشعر عند العرب) التي كتبها د. سعيد يعقوب. اما صديقه الدكتور سمير سلهب فقد ب ( سعيد يعقوب ) الاخ الكبير والصديق الحبيب الذي تمثلت فيه جملة مزايا انسانية وعلمية وادبية جعلته من المقربين الى نفسه وتفكيره فهو رفيق درب قلما تجود الايام بمثله خلقا وطيبا وصدق معشر وحسن تعامل وصفاء طوية. كان يعمل في عيادته وخارجها, اقام العديد من المحاضرات العلمية والتثقيفية والكثير من الندوات الاذاعية والتلفزيونية. حاز مكانة علمية وتثقيفية مرموقة وعبر بحث علمي لا ينقطع حقق منجزات وابتكارات منها: ابتكار جهاز يعتمد على استخدام الامواج فوق الصوتية لتنشيط الخلايا العصبية في المراكز العصبية والعصب السمعي , والابتكار الثاني هو طريقة لتشخيص القرحة المعدية عن طريق دراسة التغيرات في تخطيط الدماغ الكهربائي.. كما عرض لبعض مؤلفاته في الطب وغيرها: -الهيستيريا- الاكتئاب-الفصام -علم النفس والطب النفسي عند العرب -آفاق النفس البشرية - معراج الهداية -جدلية النفس والشعر عند العرب -نوافذ الوجدان الثلاث -السهروردي حياته وشعره وتحدث ايضا في حفل التأبين الاستاذ ( زهير غزاوي ) عضو اتحاد الكتاب الفلسطيني وصديق الراحل الذي يعتبره جزءا من لا شعوره, وقد لاحظ عليه في اواخر ايامه انه كان قلقا ونظرته ساهمة الى المجهول, ويشعر بملل يعبر عنه بشتى الوسائل وكأنه كان يسابق الزمن الى هدف لا يعرفه ولم يذكره ابداً, كما تحدث عن كتابه( نوافذ الوجدان الثلاث) الذي كان قد حضّر دراسة نقدية حولها وسينشرها حتى بعد رحيل صديقه.. كما ساهم الكاتب(حسن حميد) عضو اتحاد الكتاب العرب في المساء الذاكر لرجل وعالم عرفاني وانساني» على حد تعبيره) صديقه واخاه في كثير من الافكار والشواغل.. يقول : بأنه لم يكن رفيقا للراحل اثناء دراسته, كما لم يكن مصاحبا له ثم يستدرك ويقول.. ولكن .. متى كانت الانهار بحاجة الى رفقة او مصاحبة لكي تعرف هذا وقد تم حفل التأبين بحضور المستشار الثقافي الايراني »علي انصاريان) ومدير عام مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر »خلف الجراد) ولفيف من الاصدقاء من اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الفلسطينيين.
|