للأسبوع الرابع على التوالي يستمر التلفزيون السوري (بنشاط ملحوظ) في بث مسلسله التلفزيوني (قريباً على شاشة..), بمعدل (قريباً) كل فاصل اعلاني أو برامجي.
المسلسل الذي ما انفك يعدنا بدورة برامجية جديدة تخرج (شاشتنا) من رتابة (شاشتنا), تحول إلى مسلسل مكسيكي, وقد عشمنا بحلق البرامج الجديدة, دون أن تنل آذاننا منه إلا الوعد (قريباً) في تكرار ممل وممجوج, حتى اتخمنا (بروموشين ..ات).
الغريب أن الحركة الاستعدادية للدورة البرامجية الجديدة, تقوم على رأس وساق داخل مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون, إلا أن هذه الحركة سرعان ما تمتص منها (البركة) لتدخل في سبات بدخولها بعض المكاتب داخل المبنى الرئيسي, وفي مبنى محاسبة التلفزيون خارجه..
على نحو يوحي بأن الإدارة الفاعلة فيها, لا تبدو عازمة على تنفيذ ما يوعد به المشاهد من برامج ليل نهار, في ذلك (قلة احترام)له.
رغم أن كثيراً من هذه البرامج لم يعد ينقصها سوى عطف هذه الإدارة, ولمسة قلمها الحنون, حتى تعلن تمام جهوزيتها للعرض.
باختصار: من حق شاشة التلفزيون الترويج لبرامجها الجديدة,ومن حق المشاهدين ألا يصلبوا بمسلسل (قريباً) فيها, ومن حق الاثنين, شاشة ومشاهدين, من يحترم وجودها المستقل عن حساباته الشخصية.
في المديرية.. مدير
مدير جديد لمديرية الإنتاج الدرامي في التلفزيوني العربي السوري, لا يمكن الجزم بقدرته على إخراج (زير) المجد الدرامي العام بثلاثينياته الرمضانية من (بير) ثلاثيات وسباعيات دراما الإدارات السابقة.
ربما تكون المسلسلات الثلاثينية ليست معياراً لنجاح المدير في علاقته مع (بير) التلفزيون, فثمة مدير سابق, سابق دون فواصل, اخرج الفعل من المصدر إخراج (مسلسل من العيار الثلاثيني ذاته, طبل وزمر له على أنه سفر للتحولات التي شهدتها البلاد, وإن فيه عودة ميمونة لزمن الإنتاج التلفزيوني العريق.. إلا أن العمل, (لعظمته) فاق إدراك ثلاث لجان فكرية, فرفضته بعد الانتهاء من تصويره مع سبق الاصرار و(التقصد)..
تاركة إشارة استفهام بحق من أقره فكرياً قبل التصوير.. وإشارة استفهام أكبر برسم المدير الجديد, ومديره المدير العام عن مصير ملايين العمل الدرامي الضخم, التي أهدرت على يد ثلاثينية لم تعرض لضعف مستواها الفني.
القضية اليوم باتت معروفة للجميع ومن لم يعرف صار يعرف, وما لا نعرفه, ينتظر قراراً (شجاعاً) لمعرفته.. إلا إذا كانت قضية إهدار الملايين في مديرية الإنتاج قضية لا تعني الإخوة المشاهدين.
مبدئياً ما صدر عن المدير الجديد للمديرية وعود بالتطوير وشد (حيل) الإنتاج الدرامي العام, ولكننا وبمنتهى حسن النية ننتظر شد (حيل) كادر الموظفين الكبير الذي يعيش من خير الإنتاج الدرامي العام دون أن يعمل.
ولعلنا وبمنتهى البراءة أيضاً, وفي سياق شد (الحيل) نسأل عن رواتب عشرات المخرجين (بينهم نجوم دراما ومخرجون معروفون بإدمانهم العمل في القطاع الخاص) الذين ما زالوا يتقاضون رواتبهم من المديرية رغم أن كثيراً منهم لم يدخل مبنى التلفزيون منذ أكثر من عشر سنوات..
مع أن الحكاية ليست أهلية بمحلية, إلا أن كثيراً من أحوال المديرية هكذا تدار..?!
المونتير: مراقب