تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحى الطاحون

إضاءات
الخميس 9-5-2019
شهناز فاكوش

هل يشبه ضبط النفس الصبر، قد يكون في حالة ما، عند فقد الغاليين، أصابني البين بفاجعته في مثل هذه الأيام، أقنعوني أنه كان قضاء الله وقدره، فعليَّ بالصبر وضبط النفس، لكن عندما يكون بيد عدوك، مخططاً له وبمسيَّرة بني صهيون؟؟ ما الرد؟؟..

التزموا بضبط النفس.. نداء ممن يُدْعَوْنَ عالمياً بـ (الكبار) فالكل لا يريد حرباً في المنطقة، لكن ماذا عن أهل الشأن؟ ماذا عن من يُقْتَلُ أبناؤهم؟؟!!.. بقذائف الإرهاب والطائرات المسيرة، يقولون هي للتجسس، ما دهاكم يا؟؟ هل هذا مبرر لعدم إسقاطها.‏

ألعابكم المسيرة التي حسبتم أنها بديل للحفاظ على جنودكم من الموت، نالت منها حجارة الأطفال فأسقطتها، حجارتهم حمم موجهة عليها، وأيديهم اسطوانات مدافع، وصهيون وبنو جنسه جرذانُ جحورٍ، تخشى قذائف الفلسطينيين ورجال المقاومة.‏

طَيَّروا مُسَيَّراتهم تُصور وتَرصد، مواقع الأهداف التي يرجون النيل منها، سماء لبنان مسرح مستباح، ظناً أن ليس من رادع، وكان الرد الصاعق ما جعل فرائصهم ترتعد، وملاجئهم تفتح ذراعيها لاحتضان خوفهم، حُبِسَتْ أنفاسهم وخلت شوارعهم.‏

انتظار الموت أصعب من تلقيه، عقاب تناسوه من زمن، كيانهم يهتز رغم منافحة نتنياهو، واستعراض عضلاته أمام شارعه، واستنجاده بترامب، هاتفه لم ينقطع هلعاً مما حدث، فالرد في العمق غير منتظر، رغم إخلاء المناطق على طول الشريط.‏

نتنياهو يحاول الاستحواذ على الدعم الأميركي، في محاولة إقناع ناخبيه أنه محظي ترامب، فلا همَّ اتجاره بدم من يعتبرهم مواطنيه، همه صندوق الاقتراع، لضمان حصانته بعيداً عن شبح الحساب والسجن، عقاب الفساد في بلد يدعي الديمقراطية.‏

نسي المحتل أن قواعد الاشتباك تغيرت، مذ غار على القنيطرة، حديقة الجولان الغناء ليعلن بغاراته أنه جزء في أشنع حرب كونية شنت على سورية، على مدى التاريخ الإنساني، وبعجرفته يحسب أنه بذلك يصرف من بنك أعمارنا، ويزيد في رصيده.‏

يحاول نتنياهو اتباع أسلوب شريكه أردوغان في الحرب على سورية، باستغلال الفرص، وإشغال الشعب بتحويل الإعلام نحو الجبهة الجنوبية، ناسياً يقظة الجيش العربي السوري الذي يحرمه من تحقيق أهدافه كما يشاء، ما يكسر رحى الطاحون.‏

وعداً لله والزمن بذل الروح أغلى ما نملك؛ لأجل الحفاظ على السيادة السورية، لملمة جراح الوطن، وحفر ذاكرة نقية تبقى لجيل جلَّهُ من أبناء الشهداء، لُغةً يكللها النصر تَرسم صورها الكلمات المحبَّرة، صور ملاحم ضد دموية همجية منفلتة من كل عقال‏

لم يعد للخطوط الحمر معنى على أي جبهة فيها عدو للمقاومة، الجيش التركي احتلالي كما الصهيوني، كل من يغتصب أرض الغير هو عدو، ودول المقاومة في جبهة واحدة، وعدو أي منها هو عدو الجميع، على الصهيوني وشركائه فهم ذلك.‏

المقاومة ثقافة تشربت نفوس الشباب، والشهادة أصبحت الوسام الأشرف للأجل المحتوم، ولن يكون الصهيوني يوماً السيد الأعظم، على دول أرادوا لها أن تكون أنقاضاً بربيعهم المزعوم، وإن تهاوى على كفه سلاطين وملوك وأمراء الخليج.‏

رغم أنف كل طامع في الأرض السورية، أو خاصرتها لبنان التي لن تكون بفضل المقاومة رخوة أبداً، ستبقى سورية عقل الأمة وبصيرة مستقبلها، والعروبة السورية هوية مترفعة عن كل مصطلح ملغوم؛ لتشتيت فكر الأمة عن بوصلة فلسطين.‏

أوهام التقسيم ونبوءة العثمانية الأردوغانية، جميعها في مهب الريح، فالرد والردع منهج المقاومة ضد أي غزو واحتلال، والوجود صفقة مصير مع وجدانية الحياة، ضد الأفعال المنكرة التي أدمنها أعداؤنا بمختلف مكوناتهم ومسمياتهم الضحلة.‏

علاقة الوطن بالمواطن لا يفهمها إلا المتجذرون في الأرض لآلاف السنين، أما الطارئون والعابرون فنهايتهم حكماً إلى زوال ولو بعد حين.. والتاريخ خير شاهد وشهيد، نحتسب أبناءنا وشهداءنا بدمائهم التي جبلت بتراب الوطن في جنان النعيم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية