تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حوار..هيثم يحيى الخواجة..تاريـــخ حمـــص المســــرحي في عشـــــر ســــنوات

ثقافة
الخميس5-9-2019
سلوى الديب

ناقد مسرحي وقاص، من ابرز أعماله «تاريخ المسرح الحمصي» ألف العديد من الكتب النقدية، إنه الأديب الرائع هيثم الخواجة, وصاحب التجربة الادبية الثرية والغنية التي تركت بصمة مهمة في مشهد الصحافة الثقافية والعمل الابداعي, حول الكثير من هذه التجربة الجميلة كان لنا معه هذا اللقاء:

‏‏

• على الرغم من دراستك الأكاديمية بداية عن المسرح إلا أنك غصت في بحور الأجناس الأدبية كلها كتابة و نقداً فما الدافع إلى ذلك ؟‏‏

•• مثلما تجري الرياح بمالا تشتهي السفن، في بعض الأحيان تعاكس الرياح إيجابياً وتجري بما تشتهي السفن حقاً لقد بدأت أكتب الشعر صغيراً، وفي الثمانينات نشرت شعري في الصحف السورية والمجلات وشاركت في مهرجانات شعرية من أهمها مهرجان رابطة الخريجين في حمص، لكن ذلك لم يبعدني عن المسرح الذي عشقته صغيراً ووقفت على خشبته متفوقاً, ولهذا وجدت نفسي أعود إليه أستذكر تجاربي في الكتابة والتمثيل في المسرح المدرسي وبعد ذلك في مسرح الكبار..‏‏

كل ذلك دفعني لكي أكون أول من أرخ للمسرح في مدينتي حمص، فكتبت عن حركة المسرح من عام 1860 - 1979، كما عدت للانخراط في الحراك المسرحي من خلال الأندية والندوات التطبيقية للعروض المسرحية والمحاضرات والتغطيات المسرحية والدراسات النقدية عما يعرض من مسرحيات.. لكأنني وجدت نفسي في الإبداع المسرحي والنقد المسرحي الذي يضيء على الإبداع ويبين سماته وميزاته، ولأنّ الإبداع يحتاج إلى النقد فقد تمسكت بالاتجاهين واشتغلت على النقد والإبداع، ثم وظفت شعري في النصوص المسرحية التي كتبتها (للصغار و الكبار)، أصدرت مجموعة شعرية في رثاء والدتي قدم لها رائد قصيدة النثر في جمهورية مصر العربية المرحوم الشاعر الدكتور حسن فتح الباب، كانت المجموعة بعنوان (أماه كيف تركت طفل الياسمين) كما أصدرت ثلاث مجموعات شعرية للأطفال (درب القمة, سنابل الضياء, ترنيمة الغلال) و لديّ أكثر من مجموعة شعرية مخطوطة للكبار.‏‏

‏‏

• كنت أول من وثَّق تاريخ المسرح في حمص من خلال كتابك (حركة المسرح في حمص) فما الدافع الخفي وراء ذلك ؟ وما الجهد الذي احتاجه هذا الكتاب؟‏‏

•• في أوائل السبعينات بدأت أتلمس طريقي الإبداعي، وفي هذه الأثناء وجدت أنه لا يوجد كتاب أرخ للحركة المسرحية في حمص التي بدأت نشطة و غنية، خاصة وأن الكتب التي تحدثت عن المسرح في سورية قبل هذا التاريخ قليلة من جهة، ولم تفصل الحديث عن هذه الحركة التي كان من قاماتها وفرسانها أبو خليل القباني وعبد الهادي الوفائي، وداوود قسطنطين الخوري، ويوسف شاهين، وراغب الملوحي وغيرهم، عندها قررت أن أنجز هذا الكتاب مع شعور كبير بالخوف لأنه لا يوجد مراجع أو مصادر، وليس أمامي سوى البحث الميداني والذاكرة الشفهية.. كانت العوائق كثيرة ومعقدة، وعلى الرغم من ذلك أقدمت على العمل بإصرار وقد دام بحثي حوالي عشر سنوات كنت خلالها أنتقل من مسرحي إلى آخر أسأله وأدون وأقارن و أوزن وأتأكد حتى انتهيت منه في الثمانينات.‏‏

وتكمن أهمية هذا الكتاب أنه أنصف الحركة المسرحية في حمص والذين عملوا فيها وأنّه ثبت تواريخ كانت مجهولة استفاد منها الكثير من الباحثين.‏‏

لقد قرأتُ محاضرَ جلسات الأندية في حمص لكي أصل إلى تاريخ عرض مسرحية واسم المؤلف والمخرج والممثلين، وقد ساعدني صديقي الأستاذ عبد الكريم الزهر - الذي كان يشغل منصب نائب المدبر في المركز الثقافي - لكي أطلع على أرشيف مكتبة المركز الثقافي في حمص وأستفيد من الإصدارات من جهة ومن الجرائد والدوريات التي تصدر في حمص، ولم أترك مسرحياً مهماً إلا و قابلته لأستفيد من ذاكرته وذكرياته لكي أصل إلى تاريخ صحيح للحركة وتواريخ دقيقة للعروض المسرحية ويمكن أن أذكر من هؤلاء: رضا صافي، ممدوح السكاف، سعيد السطلي، وليد فاضل، نور الدين الهاشمي، محمود طليمات، ماهر عيون السود، رئيس أتاسي، حمزة الحلو، زيد حسن آغا، محمود طوير، بسام الصالح، عبد المنعم الإدلبي، عبد الرحمن حورية, عبد الخالق الخواجة, دريد الخواجة, هاني شموط, مروان زهراوي, محمد بري العواني, فوزي السيد, عدنان الأكثر, أبو الخير مندو... وتطول القائمة.‏‏

• من خلال تجربتك الإبداعية.. هل ترى أن التجريب في مسرح الأطفال مسموح ؟‏‏

•• هناك نوعان من التجريب النوع الأول هو تجاوز التكلس أو تجاوز الواقع إلى فضاءات أكثر اخضراراً... إلى واقع أجمل و أكثر إبداعاً، هذا النوع التجريبي ضروري و لا بد منه.‏‏

أما النوع الثاني فهو يتعلق بالكاتب الذي يجرب الكتابة للأطفال وهو لا يعرف شيئاً عنه، ولا يمتلك الموهبة الملائمة، هذا النوع من التجريب مرفوض، لأن الطفل يعيش مرحلة بناء و بلورة سلوك و قيم و ليس مستعداً لقبول أي تشويه أو تلوث.‏‏

• لك تجربة مميزة في مسرح الكبار، ما رؤيتك في تطوير المسرح الوطني السوري؟ و أين تراه مقارنة بمسرح الوطن العربي؟‏‏

•• ما قدمه المسرح السوري يدعو إلى الاعتزاز والافتخار، فمنذ ستينات القرن الماضي وهو ينجز على يد فرسان المسرح السوري من كتاب ومخرجين وممثلين و فننين ونقاد، و إذا كان المسرح السوري مرَّ كما مرَّ المسرح العربي بمجموعة ظروف أطاحت به فنرى البعض يتحدث عن أزمة نص أو عن طغيان التلفزيون والسينما أو عن أزمة اقتصادية وغير ذلك, إن المسرح السوري بقي وسيبقى قامة يعتد بها, فعندما يتحدث الدارسون عن المسرح العربي و إنجازاته يضاء بشكل كبير على مهرجان المسرح بدمشق, وعلى المسرح الجامعي و على المسرح العمالي ويتم الحديث بإيجابية عن كتاب المسرح السوري ومخرجيه ومبدعيه.‏‏

وفي قابل الأيام و بعد تجاوز العواصف التي مرت على سورية لسوف يعود المسرح السوري إلى عطائه وتألقه و يضيف إنجازات جديدة إلى ما أنجزه سابقاً.‏‏

ولا أعتقد بوجود أزمة في هذا المسرح و إنما هناك عوائق مؤقته يمكن تجاوزها، وتناول ريادتك وحيازتك على قصب السبق في أكثر من كتاب ماذا تقول في هذا المجال.‏‏

بطاقـــــة‏‏

• من مواليد حمص 1949.‏‏

• باحث وكاتب وناقد مسرحي وقاص سوري.‏‏

• حاصل على دكتوراه في فلسفة المسرح, عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات سورية (حمص - الحسكة) وأميناً لتحرير مجلة الملتقى الأدبي.‏‏

• نال جوائز عديدة, عضو اتحاد الكتاب العرب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية