وفي بيان مشترك عقب قمة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة فلاديفوستوك الروسية أمس جدد البلدان التأكيد على التزامهما بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء مشيرين إلى الحاجة لزيادة تعزيز التعددية من خلال الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية.
وخلال مؤتمر صحفي في فلاديفوستوك عقب المحادثات قال بوتين: روسيا والهند تتعاونان بصورة وثيقة في المجال العسكري التقني ويتم بنجاح تنفيذ برنامج التعاون العسكري التقني المعد حتى العام 2020 ويجري وضع نسخته الجديدة ليستمر على مدى السنوات العشر القادمة.
وأوضح بوتين أن روسيا لا تزود الهند بالأسلحة فحسب بل تقوم أيضا إلى جانب شركائها الهنود بشكل مشترك بإنتاج أحدث المعدات العسكرية فالهند واحدة من شركاء روسيا الرئيسيين في مجال التعاون العسكري التقني ونقدر المستوى المحقق للتعاون الثنائي العسكري والتقني ونحن على استعداد لمواصلة تطويره.
ويزور رئيس الوزراء الهندي روسيا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الشرقي والذي يجري هذه الأيام في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية الروسية في فلاديفوستوك وخلال هذه الزيارة وقعت روسيا والهند عددا من الاتفاقيات الثنائية بما في ذلك اعتماد استراتيجية عمل لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأبرم الطرفان اتفاقية حكومية بشأن التعاون في مجال الإنتاج المشترك لقطع غيار وأجزاء الأسلحة والمعدات العسكرية روسية الصنع وتم الاتفاق على دراسة إمكانية إنشاء مشروعات مشتركة في الهند لتطوير وتصنيع طائرات مدنية.
من جانب آخر أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عزم موسكو النظر في مقاربات لمواصلة توحيد الجهود الدولية من أجل مواجهة التهديد الإرهابي الدولي وتشكيل جبهة عالمية واسعة لمكافحة الإرهاب تستند إلى مبادئ القانون الدولي المعترف بها عالميا والمنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس إن عمل مجلس الأمن الدولي برئاسة روسيا الاتحادية في الشهر الحالي سيجري بطريقة مكثفة نظرا لبدء عمل الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة على وجه الخصوص وعقد مناقشات سياسية عامة داخلها.
وأضافت إن الحدث الرئيس للرئاسة الروسية للمجلس سيكون عقد اجتماع وزاري مفتوح لمجلس الأمن في الـ 25 من أيلول الجاري حول تعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلام والأمن تحت عنوان /مساهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون في مكافحة التهديدات الإرهابية/.
وأشارت إلى أن التركيز سيكون على الجهود العملية لهذه الاجتماعات في مكافحة الإرهاب والظواهر ذات الصلة في الفضاء الأورآسيوي بما في ذلك مسائل تجارة المخدرات والأسلحة والبشر والممتلكات الثقافية وسينصب التركيز بشكل خاص على الوضع في أفغانستان في سياق التهديدات الناشئة عن أراضي هذا البلد.
وذكرت زاخاروفا أن محاولات الإرهاب الدولي بهيئة تنظيمي «داعش» والقاعدة والجماعات المرتبطة معهما لإنشاء شبكة من «الخلايا النائمة» في مساحة واسعة من البلدان الأوروآسيوية ولا سيما في آسيا الوسطى تتطلب من دول ومنظمات المنطقة تكثيف التعاون وتحسين آليات التفاعل بين هيئات إنفاذ القانون والهيئات القضائية وكذلك القوات المسلحة.
وأكدت أن الجهود المتسقة للتجمعات الإقليمية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى على خلفية عودة وانتقال المسلحين الإرهابيين الأجانب من سورية ونشر أيديولوجيتهم والسعي لإقامة معاقل جديدة لهم.