يوهم الدول الضامنة أنه سينفذ اتفاق سوتشي حرفياً، ويحشد سياسياً لمؤازرة مرتزقته المدحورين هناك، ويحاول دعمهم بكل أنواع الدعم اللوجستي، وهو يتوهم أن بمقدوره إنقاذ آخر أوراقه الإرهابية المتهاوية.
وبكل ألوان التضليل تستمر الولايات المتحدة بسياساتها الاستعمارية في سورية عبر عزفها على نغمة مكافحة الإرهاب وضرب تنظيماته المتطرفة، فتقصف طائراتها وصواريخها هنا، وتزعم أنها دمرت مواقع القاعدة والنصرة هناك، مع أن الوقائع على الأرض تؤكد أنها لا تستهدف إلا المدنيين الأبرياء.
يتباكى الطرفان على الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري مع أنهما يصبان الزيت على نار المشهد هناك، يلتف الأول إلى تعهداته التي أبرمها غير مرة في آستنة في الوقت الذي يحاول فيه تعزيز مواقعه الاحتلالية هناك تحت ستار الأكاذيب التي يصرح بها مثل رغبته بإنهاء وجود إرهاب تنظيم النصرة المتطرف في إدلب.
ويقوم الثاني ومعه بعض الأتباع في الغرب بتضليل العالم عن الأماكن التي يستهدفها الجيش العربي السوري، والزعم بأنها للمدنيين وليست للتنظيمات الإرهابية، في حالة من الإفلاس غير المسبوق بعد الواقع الميداني الجديد الذي فرضته الدولة السورية على الأرض.
يحرف الطرفان المعتديان البوصلة عن واقع فشلهما وهزيمتهما في الميدان ويعودان إلى ترويج مصطلح المنطقة الآمنة المزعومة التي لا وجود لها إلى في خيالهما الاستعماري، والإيعاز لميليشا قسد الانفصالية لمواصلة جرائمها ضد المدنيين في الجزيرة السورية لتحقيق أجندات منظومة العدوان المشبوهة.
يطاردان سراب (منطقته الآمنة) المزعومة ويسعيان لإنشائها لتحقيق مكاسب استعمارية تحت غطاء مساعدة اللاجئين على العودة إلى قراهم ومدنهم مرة ومزاعم حفظ الأمن التركي المفقود مرة أخرى.
تحالف لم ير العالم منه في سورية سوى الفوضى والقتل والدمار والخراب وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومع ذلك مازال يتشدق بمحاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين الذين يذيقهم الويلات في مخيمات اللجوء كالركبان والهول وغيرهما، فأي بلطجة أميركية وغربية هذه التي تأتي تحت عناوين الإنسانية والحرية؟!