ويأتي احتفال هذا العام بحرب التحرير أيضاً بعد الانتصار على الفكر الظلامي وجلاء الإخوان المسلمين عن حكم الكنانة فكان للاحتفال طعم ونكهة ثورة عصفت «بالإخوان»، وأنقذت مصر من مخططات إرهابية لإشعال حرب أهلية محلية وتقسيمها، ومن ثم انهيار الدولة المصرية والجيش وهنا بيت القصيد.
عندما تولى مرسي وجماعته حكم مصر، تحول الاحتفال إلى حضور كبير للقتلة والإرهابيين، وغياب قيادات القوات المسلحة، وتحوّل إلى هتافات لـــمرسي، وامتلأ ملعب القاهرة بأعلام الانتداب الفرنسي رمز الإرهاب في سورية، وعلى استحياء بعض من أعلام مصر، وبدلاً من جلوس قادة الجيش المنتصر في الصفوف الأولى، جلست رموز الإرهابيين، وتخلل السلام الوطني الخاص بالقوات المسلحة هتافات مثل «قوة عزيمة إيمان» «رجالة مرسي في كل مكان» وهو ما نلحظه اليوم في مصر من إرهاب الإخوان.
من هنا كان لِزاماً على المصريين أن يعيدوا للاحتفال بتشرين نكهته العربية المجيدة، وأن يتم تكريم القيادات التي طهّرت مصر من الاحتلال الإسرائيلي فيما مضى، ومن الاحتلال الإخواني مؤخراً، بعد أن حوّله المخلوع مرسي وجماعته إلى يوم لمّ شمل للإرهابيين والتكفيريين.
كان الاحتفال بنصر تشرين في عهد مرسي والإخوان، مجرد ملتقى للدفاع عن أهل مرسي وعشيرته، وليس احتفالاً بالنصر، احتفال حاول فيه مرسي تمجيد نفسه ونسي أبطال الحرب الميامين الذين سطّروا ملاحم عبور القناة.
حرب تشرين كانت الرد المناسب على غطرسة العدو وإرهابه بحق الشعوب والبلاد العربية، وأعظم درس ينبغي أن تستفيد منه الأمة وشعوبها من تلك الحرب الخالدة هو الحفاظ على جيوشها وخاصة الجيشين المصري والسوري اللذين شكّلا خط الدفاع الأول لإسقاط حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
بعد جلاء الإخوان عن احتلال مصر.. يعلنون ويؤكدون أن احتفالات تشرين 2013 ستشهد نهاية الانقلاب وكسر الجيش المصري ونكسة جديدة ستعيشها مصر، وذلك في يوم الكرامة والعزّة التي حاول الإخوان سلبهما من المصريين، وهنا يتبيّن لنا أن تلك الجماعة وإسرائيل وجهان لعملة واحدة فمن يكره نصر تشرين ويعمل على إفساده يكون إسرائيلي الهوى والعقل، والمصريون يقولون عهود النكسة ولَّت إلى غير رجعة.
daryoussi@hotmail.com