وأشار رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي في كلمته إلى أن هذا المؤتمر جاء إحياء لمواقف الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي والتزاما بنهجه لافتا إلى أن “نهج الشهيد البوطي كان يتجه لحقن الدماء ووأد الفتنة ووحدة الوطن وسلامته والسير نحو تحرير الأرض من مغتصبيها”. وأكد البوطي أن الأحداث التي تمر بها الأمة والمنطقة تقتضي من الجميع الوقوف صفا واحدا في وجه الاعداء ونبذ التفرقة والخلافات مشيرا إلى أن التضحيات التي يبذلها المقاومون في مواجهة العدو تعكس مظاهر القوة والإصرار على الصمود في مواجهة الطغيان ومخططاته. وحذر البوطي من موالاة أعداء الأمة بغية تحقيق مصالح موهومة على أيدي هؤلاء الأعداء وكذلك ضعف الوعي وعدم إدراك مكائد العدو ومؤامراته منبها إلى أن تفريق الأمة وتمزيقها من أبرز الأهداف التي يسعى العدو إلى تحقيقها. وأكد البوطي أن صمود المقاومين في مواجهة العدو وانتصاراتهم عليه وتضامنهم مع سورية فيما تتعرض له من حرب إرهابية تبعث على مزيد من الأمل بالنصر معربا عن ثقته بأنه رغم كل المصاعب التي تعاني منها الأمة فإن اليأس لن يتسلل إلى القلوب وأن النصر قادم لا محال.
من جانبه أشار نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إلى أن الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي استطاع تأسيس ثقافة إسلامية واعية هدفت إلى إنقاذ هذا الجيل من الانحرافات التي بدأت تضرب أنحاء العالم الإسلامي لافتا إلى أنه استشعر خطر المؤامرة على سورية منذ بدايتها وما كانت تسعى إليه من إثارة للفوضى والفتن عبر الفكر الظلامي التكفيري. وأكد قاسم أن سورية هي دعامة ارتكاز المقاومة في المنطقة معتبرا أن ما جرى في سورية كان محاولة ثانية للدخول إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد فشله خلال حرب تموز عام 2006. وشدد قاسم على أن إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينتي تدمر والقريتين علامة فارقة في الحرب على التكفير وتأكيد على أن الجيش السوري وحلفاءه هم الجهة الجدية في محاربة الإرهاب التكفيري ودليل على أن تنظيم “داعش” الإرهابي وهم ولا يمكن أن يستمر، بينما الباقون يكذبون ويرعون الإرهاب التكفيري لمواجهة المشروع المقاوم.
من جهته حذر الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة من أن الفكر التكفيري لا يمكن أن يقود سوى إلى الخراب والدمار مشيرا إلى أن الدورين الأمريكي والإسرائيلي في المؤامرة والحرب الارهابية على سورية باتا أكثر وضوحا اليوم. واعتبر حمود أن سورية هي الضمانة الوحيدة للأمة العربية جمعاء بعد أن صمدت في وجه المؤامرات العالمية والعربية التي أنفق عليها مليارات الدولارات.
من ناحيته أوضح المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير الجعيد أن المقاومة تقف اليوم لإحياء ذكرى شهيد المحراب الذي عاش للإسلام الحقيقي ومثل الإسلام الصحيح معربا عن ثقته بأن المقاومة تستطيع بقوتها أن تقف في وجه العدوان الصهيوني الذي يشكل الخطر الأكبر على كل المسلمين والعرب والأحرار في العالم.
وفي سياق متصل اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال لقائه الرئيس العماد اميل لحود انه من الواضح أن الامور تتجه الى تثبيت موازين القوى لمصلحة قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة وهذا ينبغي أن يلفت الى التداعيات التي يمكن ان يخطط لها الأعداء المتربصون بشعوب هذه المنطقة”.
من جانبه أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن إسرائيل اليوم تعبّر عن فرحتها من السياسات والإساءات السعودية في لبنان، لأنها ترى في هذه السياسة تحقيقاً لمطالبها وأهدافها في استهداف المقاومة، فقد قدمت هذه السياسة خدمة كبرى للمشروع الإسرائيلي العدواني على لبنان، وخلال رعايته الاحتفال التكريمي السنوي العاشر “بشائر النصر” للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف والتزمن الزيّ الشرعي، والذي اقامته التعبئة التربوية في حزب الله في قاعة منتزه العرايش في بلدة البازورية، وشدد على أنه بفضل عطاءات وتضحيات شهداء المقاومة والجيش الوطني، أصبح لبنان اليوم في حصن حصين أمام أي خطر تكفيري وعدوان إسرائيلي، وبات اليوم بانتصارات المقاومة مفخرة العروبة والأمة، لأنه استطاع أن ينجز ما عجزت عنه الجيوش العربية، إن في مواجهة العدوان الإسرائيلي، أو في مواجهة الخطر التكفيري.
بموازاة ذلك أشارت كتلة “الوفاء للمقاومة” ان الهجمات الارهابية التي وقعت أخيرا في بروكسيل وما خلفته من تخريب وقتلى وجرحى، وما أثارته في قلوب الناس وخصوصاً النساء والاطفال من هلع وقلق واضطراب، استنفرت لدى شعبنا في لبنان ذاكرته المشحونة بصور العديد من التفجيرات التي حصدت العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الرجال والنساء والاطفال الآمنين في عدد من أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وكذلك في الهرمل واللبوة وغيرهما من منطقة البقاع اللبناني”. وفي رسالة وجهتها الكتلة إلى كل رؤساء البرلمانات في جميع الدول الاوروبية، لفتت إلى انه “سبق لتنظيم داعش الارهابي أن دمر معالم الحياة المدنية واستقرار الدولة في كل من ليبيا والعراق وسوريا واليمن وهو الآن يتمادى في تهديد دول ومجتمعات أخرى سواء في منطقتنا العربية والاسلامية أو في بلادكم وبلاد الغرب عموماً”، معتبرة انه “تنظيمٌ متضخم وخطير، يشكل تهديداً للعالم ولكل الوجود الانساني وللأسف الشديد فإن هذا التنظيم ما كان لينمو ويتمدد خطره لولا الدعم السياسي واللوجستي الذي تلقاه ولا يزال من دول اقليمية ترتبط بعلاقات جيدة مع بعض دول أوروبا وتلتزم سياسات خاطئة توفر الحماية لتنظيمات ارهابية تكفيرية في كل من لبنان وسورية والعراق وغيرها”.