ونحن هنا نتحدث فقط عن الأهداف النبيلة والمشروعة ونبتعد عن الأهداف الخبيثة الهدامة، وهي موجودة في المجتمع ويمارسها البعض للوصول إلى أهداف شيطانية هدامة، ربما تكون ذات طبيعة نفعية شخصية وربما أيضاً تكون ذات طبيعة سيئة لا تفيد حتى صاحبها أو من يسعى إلى تحقيقها.
ولكي نصل إلى مبتغانا وهو الهدف المنشود «الإيجابي» الذي نسعى إلى تحقيقه جميعاً ولكن كل بطريقته وأسلوبه أو بما يمكن أن توفره له الحياة من بدائل وفرص قد تكون ضيقة في أحيان وواسعة في أحيان أخرى، وهذا الأمر يعود إلى عوامل كثيرة منها ما هو من صنع البشر وبمساعدتهم ومنها ما يتعلق بالحظ أو النصيب في الحياة كما يقال «بالعامية».
الغرض من هذه المقدمة الطويلة نسبياً هو توضيح أهمية الأهداف في حياتنا فهي تشكل قوة دفع للإنسان إلى الأمام تجعله يتغلب على مصاعب الحياة المعيقة ويتجنبها للوصول إلى ما يريد.
لكن الوصول إلى ذلك يتطلب سعياً وجهداً وتخطيطاً وأكثر من ذلك، فهناك أهداف أخرى ربما تحتاج علماً وفكراً لتحديد ذلك بدقة ورسم ملامح طموحاتنا، وهنا لا ضرر في أن نستفيد من التجارب والخبرات والمساعدات التي تنور لنا عقولنا ولكنها لا تعمل بالنيابة عنا في تحديد تلك الأهداف، فإن رسمها غيرنا ومشينا عليها، فإننا بذلك نحقق طموحاته هو لا طموحاتنا نحن ونكون في هذه الحالة وسيلة لتحقيق أهداف الآخرين وليس أهدافنا نحن.
فالمهم في هذا الأمر أن نرسمها نحن ونسعى إلى تحقيقها ونقيم نتائجها المتوقعة مرحلياً ونصحح مساراتنا من خلال هذا التقييم بحيث يعتبر ما نقوم به خطة عمل لحياتنا ننفذها نحن ونقيم توقعاتها نحن ونصحح انحرافاتها نحن.. ونجني ثمارها نحن.