نظراً لما حققته سورية من تقدم المرأة ضمن القوانين والأنظمة والتشريعات وفي مجال التنمية ولاسيما التعليم والعمل وفي المجالات الاجتماعية والسياسية والتقدم الذي أحرزته والجهود السياسية الرامية إلى تحقيق تقدم في قدرات المرأة، ففي الوقت الذي ما زالت تسعى فيه المرأة في كثير من دول العالم للحصول على حق التصويت والترشيح ، نجد المرأة السورية تسعى لزيادة حصتها ومشاركتها في كل المجالات.
يأتي اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة للعام الرابع على التوالي على النساء السوريات، وهن قابعات في الحزن والألم.
حزن وألم على حرمانها من أولادها فهي أم لشهيد أو مخطوف ..هي أرملة الشهيد وأخته.. عانت ولا تزال تعاني من التهجير والتشرد والخطف والاعتداء دون أن يجدن موقفاً إنسانياً حاسماً.
والجميع يعرف موقف الجهات التي يسيطر عليها المسلحون في بعض المناطق السورية من المرأة، ومحاولة إرجاعها قسرياً إلى حياة الظل وإصدار الفتاوى التي تضعها في مرتبة مهينة لكرامتها وإنسانيتها وتحويلها إلى سلعة للاستخدام البشري بأبشع غرائزه، بدعوى صون شرفها وحياتها انطلاقاً من معايير خاصة يسندونها إلى الدين والشريعة.
وبعد كل هذا يتساءل السوريون: كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل تلك الصور المفجعة، صورة الأم التي تبحث عن جثة طفلها بين جثث الأطفال الممددة على الأرض أمام المدرسة .. أو صورة لامرأة أخرى استشهد ولدها منذ زمن ولا زالت تنتظر أن يصلها جثمانه .. وصورة أخرى لأمهات ينتظرن الإفراج عن مخطوفات عدرا العمالية ..
مع العلم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة توصي جميع المنظمات الرسمية وغير الحكومية ووسائل الإعلام حول العالم بالترويج لثقافة القضاء على العنف تجاه المرأة.
وفي ذات السياق الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، قالت في بيان لها عام / 2010/ على الأرجح إن العنف ضد النساء والفتيات هو أوسع صور انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في وقتنا الحالي،
إنني أحث الدول جميعها على تشديد مكافحتها لظاهرة الإفلات من العقوبة، وسيدعم الاتحاد الأوروبي البلدان الشريكة في جهودها.
ولكن كل ذلك حبر على ورق .. فأقصى ما يفعلونه هو زيارة النساء في المخيمات في الأردن وتركيا وتوزيع بعض المعونات والسلل الغذائية عليهن ,التحدث عن معاناتهن اليومية ويعدون التقارير عن الاغتصاب وتزويج الصغيرات أو انتحار البعض تعبيرا عن رفضهن لسوء المعيشة .. كل ذلك وظاهرة الإفلات من العقوبة هي الحلقة الأقوى.
أما في سورية فتصنع المرأة المكافحة والمناضلة والوطنية المعجزات ضد كل أنواع العنف المصدر إليهن من عواصم حماة وداعمي كل أنواع تجليات الإرهاب الذي داهم ودمر البشر والحجر والشجر