أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقال حمل عنوان الدولة الإسلامية تجند وتستغل الأطفال دون سن الـ 16 عاماً في مدينة الرقة حيث يحضرون معسكرات تدريبية ودورات في التطرف الديني قبل التوجه للقتال
وهناك خدمات أخرى يكلفون بها مثل العمل كطهاة أو حراس في مقرات الإرهابيين أو كجواسيس على السكان وعلى جيرانهم وأحيائهم.
وتابعت واشنطن بوست أنه وفقاً لأدلة تم جمعها من سكان ونشطاء وخبراء مستقلين ومنظمات حقوق إنسان فإن التنظيم المذكور يقوم بتلقين الأطفال كيفية القتال منتهكة بذلك براءة الفئة الأضعف والأصغر سناً في المجتمع.
وقالت الصحيفة: إن من الصعب تحديد مدى الانتشار الواسع لاستغلال الأطفال في هذا العالم المغلق داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المذكور حيث لا توجد أرقام موثوقة عن عدد القاصرين الذين يجندهم التنظيم لافتة إلى أن لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في جرائم الحرب خلصت إلى أن التنظيم يعطي الأولوية للأطفال كوسيلة لضمان ولائهم على المدى الطويل وانضمامهم إلى إيديولوجيته المتطرفة ولضمان كادر من المقاتلين المخلصين شهد العنف كوسيلة للحياة.
وترى ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح أن (الجيش الحر) و(جبهة النصرة) الإرهابيين قاما أيضاً بتجنيد الأطفال للقتال ولكن لا توجد مجموعة أخرى وصلت إلى المستوى الذي اتبعه تنظيم /داعش/ في استخدام الأطفال مشيرة إلى أن ما يحصل ليس مجرد ظاهرة هامشية بل هو جزء من استراتيجية التنظيم من خلال خطفهم وإجبارهم على الانضمام إضافة إلى غسل أدمغتهم ومحاولة استمالتهم باستخدام كل الأدوات والأساليب.
بدوره أكد الصحفي الفرنسي برنارد دو لافيارديير منتج ومقدم التحقيق الذي بثته القناة السادسة الفرنسية ام 6 تحت عنوان (تسللنا إلى الشبكات الجهادية وكان الأمر قاسياً) أن التنظيمات الإرهابية تجند الشبان الأوروبيين بكل سهولة عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مشيراً إلى أنه يمكن وبكل سهولة لهؤلاء المجندين التسلل إلى سورية عبر تركيا دون عوائق تذكر.
وقال دو لافيارديير: إن هناك أكثر من /1000/ فرنسي تورطوا في التنظيمات الإرهابية موضحاً أنه ومن خلال البرنامج استطاعت إحدى الصحفيات تمرير نفسها على أنها واحدة من الراغبين بالالتحاق بتنظيم /داعش/ الإرهابي وذلك عبر إنشائها حساباً وهمياً على موقع الفيسبوك تمكنت من خلاله الدخول إلى صفحات تبث دعاية لهذا التنظيم أن تتعرف إلى نحو /300/ شخص بحسابات وهمية خلال عدة أيام لافتاً إلى أن أعضاء التنظيم الإرهابي يقومون بتغيير حساباتهم كل بضعة أسابيع.
ولفت دو لافيارديير إلى أن الصحفية غادرت فرنسا مع فريق كامل إلى تركيا وتوجهت إلى الحدود السورية دون اتخاذ أي تدابير أمنية خاصة وتواصلت هناك مع شبان فرنسيين انضموا إلى تنظيم /داعش/ الإرهابي دون أي عوائق.
وقال ما يلفت الانتباه من خلال اللقاءات التي أجريت مع الشبان الفرنسيين الذين التحقوا بالتنظيم المذكور هو أن ظاهرة التجنيد السريعة تهاجم العقول الضعيفة التي تفتقر إلى قيم قوية وتعليم وبالتالي هم يجعلونهم يرتكبون الفظائع دون وعي منهم.
وقال دو لافيارديير: إن ما أردنا أن نظهره أن هذه القضية تخصّ الجميع في المجتمعات الأوروبية مشدداً على أن هذه المجتمعات لم تعثر بعد على طريقة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد الجميع.