وشدد بوغدانوف في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للانباء نشرتها أمس على ان مكافحة الإرهابيين في بلد ما دون موافقة سلطاته امر مرفوض وغير قانوني بالمطلق من وجهة نظر القانون الدولي وغير فعال من حيث تنفيذ تلك الاهداف المطروحة مشيرا إلى ان كلام الامريكيين بأنهم يتفقون مع الحكومة العراقية ولكنهم لن يتفقوا مع الحكومة السورية لأنهم يزعمون انها غير شرعية فهذا موقف هدام.
ولفت بوغدانوف إلى ان الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي غير مكثفة ولا تكفي للانتصار على إرهابيي تنظيمي داعش و النصرة معتبرا انه يجب تعزيزها بأعمال على الارض.
واستهجن بوغدانوف امتناع التحالف عن التعاون مع الحكومة السورية حتى على جبهة النضال ضد العدو المشترك المتمثل بالإرهاب.
وبهذا الصدد انتقد بوغدانوف الاحاديث عن اقامة قوة على قاعدة من اسموهم المعتدلين في صفوف المعارضة المسلحة مذكرا بان الاسلحة بما فيها الامريكية التي أعطيت سابقا لمن وصفوهم بالمعتدلين وقعت في ايدي الإرهابيين مؤكدا ان هذا امر غير جائز.
واكد بوغدانوف ضرورة اعادة طرح مسالة محاربة تنظيم داعش الإرهابي إلى اطر مجلس الامن الدولي لافتا إلى ان بلاده تقترح طيلة الوقت اعادة طرح الموضوع وامكانية الاتفاق استنادا إلى قرارات مجلس الامن المناهضة للإرهاب مشددا على ضرورة ان تجري جهود مكافحة الإرهاب مع التقيد الصارم بأحكام القانون الدولي القائم.
وحول قيام تنظيم داعش الإرهابي ببيع النفط من المناطق التي يوجد فيها بأسعار زهيدة قال نائب وزير الخارجية الروسي ان مثل هذه المعلومات موجود وليس لدينا فقط واننا نبحث هذا الوضع في مجلس الامن الدولي على مختلف المستويات معلنين أنه ينبغي محاربة هذه الظاهرة بشكل جماعي وخاصة أن حديثا محددا في هذا الصدد جرى بما يخص ليبيا حيث تمت مناقشة مسألة الإتجار بالنفط والثروات الطبيعية المهربة بأسعار بخسة عبر وسطاء من مختلف الجنسيات ومحتالين ومنظمات اجرامية وهذا في غاية الخطورة لانه يشكل مصدرا حقيقيا لتمويل الإرهاب مشيرا إلى ان الدول الغربية بدأت تعترف حاليا بأن داعش هي الجماعة الإرهابية الاغنى في التاريخ.
ودعا بوغدانوف المجتمع الدولي إلى صياغة نهج شامل على أساس احترام القانون الدولي وسيادة الدول والعمل من اجل سد منابع التمويل بشكل محكم لتنظيم داعش الإرهابي بما في ذلك منع تهريب النفط والاتجار بالمخدرات مشيرا إلى أن السلطة الاكثر فعالية في هذا الصدد والكفيلة بتحمل المسؤولية الرئيسية عن السلام والامن الدوليين هي مجلس الامن الدولي.
وعن احتمال قيام عملية عسكرية برية لمنع تنظيم داعش الإرهابي من الوصول إلى حقول النفط ومدى مشاركة روسيا فيها قال بوغدانوف ننطلق من أنه ينبغي تقديم مختلف أشكال الدعم للدول كاملة السيادة وفي هذه الحالة هي العراق وسورية كي يكون لديها جيوش أكثر قوة وهياكل عسكرية وشرطة مدربة ومسلحة بشكل جيد قادرة على تطبيق القانون وعلى القوات المسلحة لهذه الدول أن تقوم بتنفيذ جميع العمليات على الارض في مكافحة الإرهابيين في حين ينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بتقديم المساعدة لهذه الدول .
من جانب اخر اعلن بوغدانوف عزم بلاده تأييد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول اقامة دولة فلسطينية مشيرا في الوقت ذاته إلى انه لم يستبعد استخدام واشنطن حق النقض في مثل هذا التصويت.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية الياس أوماخانوف أن سورية التي تدافع عن استقلالها تقف اليوم على الخطوط الأمامية في الحرب مع الإرهاب الدولي وهي بحاجة إلى الدعم، مشيراً إلى أن موسكو ستساهم بإقامة الحوار السوري الداخلي بشتى الوسائل.
وخلال لقاء مع صحفيين روس في بيروت قال: كان من المهم بالنسبة إلينا أن نجتمع مع الرئيس بشار الأسد لكي ندرك مدى تناسب دينامية تطور علاقاتنا اليوم مع الوقائع الجيوسياسية الجديدة، مضيفاً إن الرئيس الأسد اعتبر أن روسيا استعادت مواقعها في العالم العربي وأصبحت لاعباً مستقلاً في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الرئيس الأسد شدد خلال اللقاء مع الوفد البرلماني الروسي على أن مكافحة الإرهاب ستتواصل بإصرار وأن الحكومة على أهبة الاستعداد للحوار من أجل مصالح الشعب السوري، مضيفاً شعرنا بالثقة التي يعتمد عليها كلام الرئيس الأسد وبرغبته القوية في الانتقال إلى إعمار سورية ما بعد الحرب، وقال: إن الرئيس الأسد يحب بلاده وهو مستعد للنضال من أجلها.
وأوضح أن المحادثات بين الرئيس الأسد والوفد البرلماني الروسي تناولت أيضاً آفاق تعزيز التعاون الثنائي ومواجهة إرهاب تنظيم (داعش) والحوار بين الحضارات والعمل على التصدي للنزعات المتطرفة الراديكالية.
وأضاف كنا مسرورين لنحصل خلال اللقاء مع الرئيس الأسد على تأييده للمبادرات المشتركة الرامية إلى تطوير التعاون الثنائي وجرى الحديث عن إشراك الأقاليم الروسية في هذا التعاون بقدر أكبر، ولاسيما جمهوريات شمال القوقاز وحوض الفولغا، مشيراً إلى أن الجانب السوري يتطرق اليوم إلى مسألة إطلاق رحلات جوية مباشرة إلى تلك الجمهوريات وإقامة الاتصال بمرافق النقل الأخرى، معتبراً أن تطبيق هذه المشاريع يتطلب استعادة السلام في سورية أولاً.
وتابع.. طبعاً يكتسب التعاون العسكري التقني والمساعدات الإنسانية أهمية أكبر بالنسبة لسورية، وبيّن أن زيارة الوفد البرلماني الروسي إلى سورية جاءت في إطار الاتصالات المتواصلة مع القيادة السورية.