وما يعمق القناعة أكثر هو واقع الأزمة في سورية حيث الاستعمار الغربي يعيش ما هو أبعد من حروب سياسية تحركها المصالح لتنحشر في زاوية أزمة قيم وأخلاق تفوح من دهاليز صنع القرار السياسي الروائح العفنة الناتجة عن تعفن المبادئ الإنسانية المصدرة كطعوم ضد الظلم والفساد.
ما يقودنا إلى فضح الأزمة الأخلاقية لأمريكا ورعاتها الغرب التي بنيت سياساتهم على الاستعباد هو المشهد العربي الذي يكتظ بالبراهين والأدلة وما اقترفته ممارساتهم الكارثية التي لا يزال يدفع فاتورتها الطفل العربي جراء العقوبات الاقتصادية الجائرة والاحتلال الأمريكي المفعم بصواريخ كروز المحمّلة بسموم الديمقراطية بهدف إخضاع جيل كامل لدفعها.
لكن المثير للسخرية أن جميع هذه الموبقات يتم تغطيتها بأكثر من رداء خادع ومضلل، وأخطرها دعم الإرهاب تحت يافطة ((المعارضة المعتدلة)) والأكثر انحطاطاً هو الزعم بمساعدة الشعب السوري . أما التناقض الفج فهو بين الدعم والزعم ليظهر الواقع وحده بتبيان حجم الجريمة والمؤامرة التي تستهدف سورية الواقفة على مسافة كبيرة من السياسات الغربية الموالية لإسرائيل ومشروع بني صهيون في المنطقة.
لهذا لم يبق للمتخلفين روحياً وإنسانياً إلا الاستمرار في نفاقهم تجاه محاربة الإرهاب الذي غداً السبب الأول والأخير في تمدده وتأزم ملفات الشرق الأوسط بهدف كسب الوقت لصالح أدواتهم المدعومة من أعراب التكفير.
لاشك أن الطامعين بوراثة سورية من أنذال الحثالات البشرية والمنحرفين عقلياً نقول لكم أنكم خارج سياق الواقع، وتعملون بناءً على تمنيات أوهامكم وأحلامكم وفق نهج مصالحكم وأطماعكم. لأن الوطن السوري يبقى القوة الإقليمية الطموحة يلعب خارج قوس الهيمنة الأمريكية الغربية بل ونقيضاً لها وأكثر.