تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


احتياجات خاصة!

أروقة محلية
الثلاثاء 10-7 -2018
عادل عبد الله

يُواجه ذوي الاحتياجات الخاصة مصاعب كبيرة من خلال ممارسة دورهم في المجتمع مقارنة بالفئات الأُخرى، وتعدّ مشاركتهم في القضايا المجتمعية أبعد ما تكون عن كونها بديهية،

ويعتبر الدمج المجتمعي ناجحاً عندما يستطيع أي شخص أن يكون حاضراً ومشاركاً في كل مكان، أي في الحي، والمدرسة والعمل، وفي جميع الأماكن.‏

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع حاجة ملحة، وباتت هدفاً أساسياً لتأهيلهم، من خلال الاهتمام وتقديم الخدمات لهم والوصول لتغيير النظرة إلى ذوي الاحتياجات من كافة فئات المجتمع، والعمل على تقديم كافة الخدمات والرعاية في بيئة بعيدة عن العزل، من خلال قواعد وشروط علمية وتربوية ونفسية ومجتمعية، ولا بد من النظر لتذليل العوائق أمامهم.‏

شهدت سورية تقدماً مهماً في النهوض بحقوق المعوقين، ونجحت في جعلها مسألة مجتمعية من خلال البرامج التنموية التي تسمح بتوفير مجتمع عادل ومنصف يلبي كافة الاحتياجات لهؤلاء، كما قطعت عملية تثقيف وتوعية المجتمع بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وأهمية دمجهم في المجتمع شوطاً كبيراً في هذا المجال.‏

اهتمام كبير لا يوازيه اهتمام في دول متقدمة أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، بتحقيق الكثير من المزايا والمنجزات، من خلال دمجهم في بنى التعليم العادية، وصدور قانون إحداث المجلس المركزي الذي يضطلع برسم سياسة عامة لشؤون المعوقين ووضع الخطط والبرامج لمتابعتها، وإقرار التشريعات ذات الصلة بالتعاون مع الجهات المعنية، والتعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة بشؤون المعوقين، إضافة إلى قرارات عديدة تسمح باستيراد السيارات السياحية الخاصة بهم، وتعيين نسبة من الملاك العددي للجهات العامة، وتوفير رعاية وبرامج صحية مجانية تعادل في نطاقها ونوعيتها ومعاييرها تلك التي تقدم للآخرين.‏

إلى جانب ذلك لا بد من الإشارة إلى العمل على تعزيز ثقة هذه الشريحة بنفسها وبقدرتها على خوض معترك الحياة وتحقيق الاستقلالية وتجاوز الصعاب وصولاً إلى مستوى أفضل للحياة، والعمل من خلال مشاريع عديدة أحدثت من أجلهم كتأهيلهم اقتصادياً واجتماعياً عبر النهوض بمشروعات صغيرة تساعدهم في النهوض بأعبائهم الحياتية دون اتكال على أحد، وليس آخرها التجربة الجديدة في مهرجان (الشام بتجمعنا) لمجموعة يافعين من ذوي الاحتياجات الخاصة تطوعوا وتدربوا على العمل في (مقهى جذور) ليكونوا قادرين على تقديم الطلبات والتعامل مع الزبائن.‏

نتطلع جميعاً لتأهيل الفئة المستهدفة من خلال اكتشاف طاقاتهم وتوظيفها بشكل مناسب وتمكينهم اقتصادياً، من خلال مشاركة الجهات المعنية ودعم المشاريع وتوسيع الشريحة المستفيدة لدمج هذه الفئة بالمجتمع، ولا سيما أنهم أشخاص لا يختلفون عن الأسوياء فلديهم من المهارات والملكات والقدرات ما يستحق الاكتشاف والتأهيل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية