تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مطاط ماليزيا

على الملأ
الثلاثاء 10-7-2018
معد عيسى

بعد انتهاء مباراة اليابان مع الفريق البلجيكي والتي انتهت بخسارة اليابان، قام الجمهور الياباني بتنظيف المدرجات، وفعل مثله الفريق الياباني ونظف غُرف الملابس، مهاتير محمد عندما تسلم الحكم في ماليزيا دعا المعنيين إلى اجتماع،

وانتهى الاجتماع إلى أن ماليزيا التي لا تملك سوى شجرة المطاط التي فقدت قيمتها بوجود المطاط الصناعي، لا يمكن أن يكون لها مصدر دخل سوى السياحة، والسياحة تبدأ بالنظافة، وخرج المجتمعون بقرارات متشددة للنظافة، وكانت ردة الفعل بالشارع تهكم بتلك القرارات، ولكن مع تطبيقها بقسوة أصبحت الشوارع نظيفة، وبدأت تنشط السياحة، وتبعها نشاط في القطاع الصحي، ولحقها قطاع التعليم وغير ذلك من القطاعات.‏

مَن يتجول في شوارعنا ومدننا، يرَ أكوام القمامة في كل مكان، في الشوارع والمنتزهات والحدائق وأمام المنازل والمحلات التجارية، رغم أن الجهود المبذولة من قبل الدولة في هذا المجال كبيرة جداً وهناك موظف لكل شارع، ولكن رغم كل ذلك، الأوساخ تنتشر في كل مكان، وهذا يُكلف الدولة مبالغ كبيرة في كل الاتجاهات، فالمبالغ التي تُصرف لمكافحة اللاشمانيا كبيرة جداً، والمبالغ التي تُصرف لمكافحة القوارض والصراصير والبعوض أكبر بكثير، ولكن الخسارة الأكبر هي في الانطباع الذي يأخذه كل زائر لسورية عن تفشي القمامة في البلد.‏

التلوث في بلدنا كاد يصبح ظاهرة عامة تحتاج إلى ضبط، فالجميع يتخلص من قمامته ويلقيها في الشارع، فلا أحد يلتزم بأماكن رميها، ولا أحد يلتزم بتوقيته، ولا أحد يلتزم بوضعها في أكياس مغلقة، وكل شخص يُصمم ديكوراً خاصاً بمنزله ومحله التجاري، فتبدو مدننا ملوثة بيئياً وبصرياً، وتفتقر إلى أي من عناصر الجذب والتحضر والصحة.‏

الجهات المعنية مسؤولة عن تأمين الحاويات وترحيل القمامة ومعالجتها، وعن إصدار التشريعات الرادعة وعن تطبيقها، ومسؤولة عن تربية الأجيال وتعليمها الانتماء والحرص على نظافة البلد، مع الإشارة إلى أنه في اليابان لا يوجد مُستخدمين للنظافة في المدارس، وهذا له غاية.‏

مقومات السياحة كثيرة في سورية، ولكن غياب النظافة أجهض الكثير من عناصر الجذب، ولا بد من صياغة تشريعات صارمة تُطبق في كل مكان، في المطاعم والمؤسسات والشوارع، ولا بد من إشراك المجتمع الأهلي في مسؤولية الحفاظ على النظافة، وعندما يصبح بلدنا نظيفاً، يمكن أن نتحدث عن كل أنواع الاستثمار في السياحة والصحة والتعليم وغير ذلك من الاستثمارات، وعندما يُصبح بلدنا نظيفاً يُمكن أن نُغير انطباع الآخر عن بلدنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية