تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استقالات بالجملة.. وجونسون في المقدمة.. «بريكست» يفاقم الخلافات داخل حكومة ماي

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 10-7-2018
تزداد حدة الخلافات والانقسامات داخل الحكومة البريطانية بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» على الرغم من مرور عامين على الاستفتاء على مغادرة بريطانيا للاتحاد, وكلما تقدمت رئيسة الوزراء تيريزا ماي خطوة نحو إتمام الصفقة النهائية تفاقم الخلاف وتعمق في صفوف حزبها (المحافظين) وحكومتها.

ويتركز الخلاف على ما يمكن أن يحدث في حال رفض البرلمان الاتفاق الأولي للخروج من التكتل الذي تتفاوض عليه ماي وفريقها مع بروكسل، كما تتزامن هذه الخلافات أيضاً مع سلسلة من الهزائم البرلمانية تلقتها الحكومة البريطانية في مجلس اللوردات في التصويت على قانون بريكست.‏‏

والخلاف لم يقف عند هذا الحد بل تعداه ليصل أعضاء الحزب الواحد داخل الحكومة ,حيث استقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس بعد أيام من توصل ماي بصعوبة إلى موافقة وزراء كبار على استراتيجية للخروج من الاتحاد الأوروبي.‏‏

ونقلت رويترز عن بيان صدر عن مكتب ماي قوله إن رئيسة الوزراء قبلت بعد ظهر أمس استقالة بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية، مشيرا إلى أنه سيعلن قريبا عن اسم من سيخلفه.‏‏

كذلك قدم وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفــيز استقالته من الحكومة احتجاجاً على الطريقة التي تم التعامل بها مع اجتماع للتوصل لموافقة مجلس الوزراء على خطط ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي, ما يشكل ضربة قوية لرئيسة الحكومة ويؤكد في الوقت نفسه على الخلافات العميقة والتخبط داخل حزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه بشأن بريكست.‏‏

وقال ديفيز: أنه استقال من الحكومة لأنه شعر بأن سياسات رئيسة الوزراء تيريزا ماى تقوض المفاوضات مع بروكسل بشأن الانسحاب من الاتحاد الاوروبي وأن البرلمان لن يستعيد السلطات بشكل حقيقي بعد ترك الاتحاد.‏‏

ونقلت رويترز عن ديفيز قوله فى خطاب استقالته الذى نشره مكتب ماي أن التوجه العام للسياسة سيتركنا على أفضل تقدير فى موقف تفاوضي ضعيف وربما يكون موقفاً لا مهرب منه، وأضاف : فى رأيي أن النتيجة الحتمية للسياسات المقترحة ستجعل السيطرة المفترضة للبرلمان أمراً وهمياً وليس حقيقياً .‏‏

وتأتي هذه الاستقالة بعد يومين من اجتماع استمر لساعات بين ماي ووزرائها في تشيكرز خلص إلى الإعلان عن اتفاق حول الرغبة في الحفاظ على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من التكتل .‏‏

وقد قبلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاستقالة متوجهة لديفيز بـا»الشكر الحار» على عمله طوال السنتين الماضيتين، معربة عن أسفها لقراره , وعينت أمس دومينيك راب وزيراً لشؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي عوضاً عن الوزير المستقيل .‏‏

راب البالغ من العمر 44 عاما والذى يعد من أبرز المشككين بالاتحاد الاوروبي فى الحكومة البريطانية يشغل منصب وزير دولة لشوءون الاسكان بعد أن تولى قبل ذلك منصب وزير دولة للشوءون القضائية.‏‏

واعتبر زعيم المعارضة جيريمي كوربين، أن استقالة ديفيس «في مثل هذا الوقت الحاسم»، تظهر أن ماي «لم يبق لديها أي سلطة وهي غير قادرة على إتمام بريكست».‏‏

وكتب كوربين على «تويتر»: «إذا كانت ماي تتشبث بما هي عليه في ظل حالة الفوضى التي تسود حكومتها، فمن الواضح أنها مهتمة أكثر بمصالحها الخاصة بدلاً من خدمة شعب بلادنا».‏‏

استقالة ديفيس تلتها أيضا حسب وسائل إعلام بريطانية، استقالة وكيليه ستيف بايكر وسويلا برايفرمان.‏‏

وعيّن ديفيس في منصبه في تموز 2016، وكان قد هدد مراراً بالاستقالة بسبب خلافات متكررة مع ماي.‏‏

هذا وقد حذرت ماي بروكسل من احتمال انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي بصورة غير منظمة ودون اتفاق إذا استمرت بروكسل نهجها الحالي.‏‏

وأصرت ماي في كلمة لها أمام البرلمان ألقتها أمس على خطتها حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي رغم استقالة اثنين من الوزراء الأساسيين في حكومتها خلال أقل من 24 ساعة، بسبب اختلاف مع رئيسة الوزراء حول شروط الانسحاب.‏‏

واعترفت ماي بأن خطة الانسحاب التي اقترحتها ووافقت عليها الحكومة الجمعة الماضي، تشكل تحديا للاتحاد الأوروبي، مضيفة أن الحكومة وافقت على الإسراع بالاستعدادات للانسحاب من دون اتفاق مع بروكسل.‏‏

وأكدت ماي سعي لندن إلى شراكة اقتصادية مع بروكسل والحفاظ على التعاون معها حتى بعد الانسحاب.‏‏

كما أعلنت ماي أن الحكومة ستنشر يوم الخميس المقبل الوثيقة النهائية حول استراتيجية الانسحاب، مؤكدة أنها لا تعتزم تنظيم استفتاء جديد على الاتفاق بشأن «بريكست».‏‏

يذكر أن بريطانيا بدأت إجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي «بريكست»أواخر آذار من العام الماضي وذلك تنفيذاً لنتائج الاستفتاء الذى أجري في حزيران 2016 وأيد خلاله نحو 52 بالمئة من البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية