تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوح.. فنون الفصاحة

ثقافة
الثلاثاء 10-7-2018
منال محمد يوسف

عندما نتحدث عن الكلام الفصيح وفصاحة القول نُتهم بشيء , زخرفة القول و التصنع وإلقاء الحرف والكلمة في غير مكانها المناسب..

في غير ديارها الأصلية حيثُ لا تُملأ الفراغات التالية و لا تقرّب المسافات المتباعدة ربما..‏

المسافات الزمانيّة والمكانيّة التي تخلو من فصاحة القول و من أناقة اللفظ.. ربما نريدُ أن نجعل من فنون الفصاحة هي الدخيلة أو مثيرة للسخرية في بعض الأحيان..‏

أيّ اغتراب نعيشه نحن أو تعيشه أقوالنا و ألفاظنا , نعيش عندما لا نعي تماماً معنى كلمة الفصاحة أو ربما الكلام الفصيح..‏

و هنا لا بد أن نقول الفصاحة لا تتمثل فقط بتقويم الألفاظ و وضع الحركات في موضعها المناسب.. وإنما تحمل العديد من المسميّات التي لايمكن تجاهلها في حال من الأحوال.. وإذ انطلقنا من أن الفصاحة تعني في بعض حالاتها تصحيح أي قول وأي جملة.. واعتلاء عرش فن الكلاميات حسب منهج لغوي صحيح اجتمع على إقامته عدد من علماء اللغة.. فهنا يجب أن نبحر في بحر فصيح الأسماء والمسميّات ليس فقط ضمن إطار اللغة و ما يحيط بها..‏

وإنما ضمن إطار الأفعال الناظمة والأفعال التي تمتد حتى أفق الممارسات الحياتية..‏

و هنا يجدر بنا الاهتمام أكثر فأكثر بفنون الفصاحة و علومها و مدراسها المختلفة.. و حتى يتوجب علينا إدخال هذا المصطلح..‏

انطلاقاً من أن الفصاحة تعني في بعض مدلولاتها تمثل تصحيح الشيء الذي يراد تصحيحه.. أو تصويب الأشياء حسب منطق الصح والخطأ‏

و من هذا المنطلق يتوجب علينا أن نكون فصحاء في كل شيء قولاً وفعلاً ..‏

و أن نتخذ من فنّ الفصاحة ذلك الشيء الذي يدعم الفن الكلامي والبنُية البلاغية التي نريد أن نزيدُ من قدرتها المعرفية , و نستزيد بالتالي مما يكمن في تجلّيات مكنونها البلاغي و تقويمها اللساني و هذا بالطبع يُعزز الصلة الواصلة بين الكلام العادي و ماهية العزف على قيثارة الشيء الفصيح الذي يهذب الأقوال و يجعلها أكثر جمالية , أو أكثر بلاغة و هذا ما نراه في الحال والأحوال .‏

وهذا يجعلنا نسألُ مجدداً عن معايير الجودة البلاغية و علوم الفصاحة التي يتسع بحرها و تُسرمد لغاتها , وتُصاغ اتجاهاتها وتوجهات علمها الوارف المُزدان المعارف , والمُزدان النباهة اللغوية التي يجدر الأخذ بها , و بالتالي التجمّل بها و بمقومات وجودها البلاغي الاستثنائي , و هنا نعي الدور المُناط بهذا الشأن الذي يهم علم الفصاحة في بداية النطق و تحولاته و اللجوء إلى بعض المميزات التي تأتي من أحقية افتعاله بقواميس الكلام اليومي وبعض تداعياته , تلك التداعيات التي تشكل ضرورة جدواها في حدّها الأقصى والأبعد‏

و تُشكل بعض المرادفات اللغوية أو تُهذبها إن صح التعبير , وهذا يجعلنا ننتقل إلى سؤال آخر و هو الذي يقول : إذا ما تمكنا من أن نكون فصحاء القول أو بلغاء النطق البلاغي , كيف لنا فصحاء الفعل الحقيقي , وبلغاء التميز بلغاته المتعددة واتجاهاته اللامحدودة ؟كيف نُجمّل بالفصاحة كل الأشياء التي نريد أن ننجزها و نقوم بها ؟ وبالتالي كيف نرسم أفقا أوسع لمفهوم الفصاحة التي نريدها أن تتعدى فصاحة القول والمفهوم الكلامي أو البلاغي ؟‏

نريدُ أن يشملنا التقويم الجمالي في كل شيء و أن نعثر على بعض مفاتيحه المُذهبة , و على المعايير التي تجعلنا نحتكم إلى مفهوم الفصاحة و إلى بعض العناوين التي تحتكم إليها و بالتالي ما تنضوي تحت هذا العنوان أو ما يُشابه ذلك , وما يُشكل معايير الفصاحة قولاً وفعلاً وما يدعم خصائص تقويمها الأجمل و فنون الفصاحة بشكل عام ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية