تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فاسكو بوبا الشعر الذي يتأمل الوجود

ملحق ثقافي
2018/7/10
ترجمة: نور نصرة

ولد فاسكو بوبا في يوغسلافيا عام 1922، درس في جامعات فيينا وبوخارست وبلغراد وحصل على شهادة في الأدب اليوغسلافي والفرنسي من جامعة بلغراد عام 1949.

لديه أربع مجموعات شعرية وحصل على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة برانكو راديسفك عام 1953، ترجمت قصائده للكثير من اللغات منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية.‏

1 –‏

غياب اليتيم‏

لا تملك أباً حقيقياً‏

وأمك لم تكن في البيت‏

حينما شاهدت العالم في داخلك،‏

لقد ولدت عن طريق الخطأ‏

*‏

رائحة غيابك حاضرة‏

كأنك غَورٌ مهجور‏

وقد منحت نفسك ولادة جديدة‏

*‏

تتململ مع الخرق الحارقة‏

تتحطم رؤوسك واحدة تلو الأخرى‏

تقفز داخل أفواهك وخارجها‏

لتمنح الخطيئة الأولى عمراً جديداً‏

فانحن عاريا على رسالتي الأخيرة‏

إذا كنت تستطيع‏

واتبع أثرها‏

كطفل يتيم‏

سيغدو ضرباً من الوجود.‏

***‏

2 -‏

حمامة في الرأس‏

حمامة شفافة في الرأس‏

وفي الحمامة وعاء طينيّ‏

في الوعاء بحر ميّت‏

وفي البحر قمر سعيد‏

*‏

بعنفٍ‏

فتحنا جوفها‏

مهشمين الوعاء الطيني‏

فاندلق البحر الميت‏

الذي خضنا غماره‏

حتى بلغنا القاع‏

*‏

رأينا في العمق أسفل القاع‏

حمامة شفافة‏

وفي داخلها قمر يافع.‏

*‏

طفونا على السطح‏

ثم ارتفعنا لنشاهد الحمامة ثانية‏

وفي داخلها قمر مكتمل‏

فبدأنا شرب البحر الميت.‏

***‏

3 -‏

ليمون وسط القلب‏

ليمون مزهِر وسط القلب‏

تحت الليمون مرجل مدفون‏

وفي المرجل اثنتا عشرة غيمة‏

وشمس فتيّة بين الغيوم‏

*‏

حفرنا مكاناً للمرجل في القلب‏

وخبأنا الاثنتي عشرة غيمة‏

هرب المرجل مع الشمس‏

من مكانٍ عميق لأعمقَ‏

*‏

فغَرنا فاهنا أمام هذا العمق‏

إنه أعمق من حياتنا‏

توقفنا عن الحفر‏

قطّعنا الليمون لندفئ أنفسنا‏

فالبرد قبض علينا في القلب.‏

***‏

4 -‏

سمكة في الروح‏

سمكة فضيّة في الروح‏

وقشّة صغيرة في السمكة‏

وعلى القشّة جوخة بألوان زاهيّة‏

وثلاث نجمات عذارى ترصّعنَ فوق الجوخة‏

*‏

كنا نتضوّر جوعاً‏

تصيّدنا السمكة الفضيّة‏

بعد أن حاولت الهرب خوفاً‏

*‏

فتحنا جوفها‏

فاندلقت منه القشّة الصغيرة‏

ثم تداعت خلفها الجوخة الزاهية‏

وفقدت النجمات الثلاث عذريتهن‏

*‏

شعرنا بخيبة أمل رهيبة‏

حتى القطط لم تكن لتلتهم‏

هذه السمكة الفضية‏

إنها الظلمة‏

تجتاح أرواحنا الآن...‏

***‏

5 –‏

الهندباء‏

تقبع عين الوحدةِ الصفراءُ‏

على حافة الرصيف‏

عند نهاية العالم‏

حيث تدق الخطوات العمياء‏

أسفل عنقه‏

وترديه في جوف الحجر.‏

*‏

مرفقان تحت الأرض‏

تقودان جذوره‏

وتهزأ منه قدم كلب مرفوعة‏

بزخات مطر محتدمة‏

داخل الأرض السوداء لهذه السماء.‏

*‏

سعادته في نظرة مشرد‏

يقضي الليل في تويجه‏

ولذلك ينطفئ عقب السيجارة‏

على شفة العجز السفلية‏

عند نهاية العالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية