تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشهيد

ملحق ثقافي
2018/7/10
جمال المصري

حطّ الحمام على فؤاده بعدما

صلّى الشهيد على الشهيد وسلّما‏

حمل الحمامُ على الجناح ثيابَهُ‏

كي لا يكون ضريحُهُ إلا السما‏

صعد الشهادة لا ليقطف نجمة‏

قدر الرجولة أن يضيء الأنجما‏

أرأيتَ أنّك لو رفعتَ جفونَهُ‏

لرأيتَ وجهك في عيونه باسما‏

لم يبقَ ماءٌ كي يُتمَّ وضوءَهُ‏

أمّت يداه الياسمينا تيمّما‏

عضّت أصابعه التراب وصية‏

خرج الربيع من التراب مترجما‏

هذي القيود قلائد في معصمي‏

رسمت دمشقا حين عضّت معصما‏

إنّ المحبّة في الشآم عبادة‏

أعمى الذي ظنّ المحبة موسما‏

جاؤوك في وضح الرصاص خرائبا‏

قالوا ربيع فاستحال جهنّما‏

كم شاب ليل من لهيب قذائف‏

وطغى الدخان على النهار فأظلما‏

لم يبق مبنى كي تحطّ حمامة‏

يا شام بوحي كم حميت حمائما‏

وحنى الهلال على المآذن ظهره‏

من حسرة يا حاملاً وزر الدما‏

يا شاطئ‏

الأيام قل لي صادقا‏

أرأيت طفلاً بالدماء تحمما‏

كلّ البحار تسابقت في قتلنا‏

ثمّ استفاقت كي تدين المجرما‏

عضّت على أمواجها بتندّم‏

أرأيت بحراً عضّ موجه نادما‏

يا حاملاً حبّ الشآم بقلبه‏

لولا الشهيد لما عددتَ الأنجما‏

صعد الحبيب إلى مقام حبيبه‏

لمّا أراد الشوق أن يتكلّما‏

لو لم يكن نحو السماء صعوده‏

لرأيتها نزلت لترفعه السما‏

أحلى الحمام حمامة صلّت كما‏

صلّى الشهيد على الشهيد وسلّما‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية