وضمن هذا السياق اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها أرفقته بصور عديدة عن حجم الدمار الذي لحق بالمدينة الأثرية في تدمر إثر سيطرة داعش عليها, أن استعادة القيادة السورية سيطرتها على جوهرة البادية السورية تدمر أحد أهم المواقع الأثرية في منطقة الشرق الأوسط بعد
مرور عشرة أشهر على استيلاء هذا التنظيم الإرهابي عليها يُسجل لسورية التي قاطعتها معظم العواصم الغربية تقريباً نصراً عسكرياً وإعلامياً على حد سواء , بينما في أوروبا التي لا تزال تعيش على وقع صدمة هجمات بروكسل , فإن هذا الحدث سيكون مناسبة لإحياء النقاش حول إعادة الاتصال مع السلطات السورية.
ووفق ما تشير إليه الصحيفة في مقالها فقد تم إطلاق دعوات في هذا الصدد خلال هذا الأسبوع من قبل خمسة نواب فرنسيين في أعقاب عودتهم من زيارة قاموا بها إلى العاصمة السورية دمشق , في إشارة للتضامن معها , حيث أكد رئيس الوفد تيري مارياني إلى صحيفة لوموند أن الرئيس الأسد يقترب من إعلان انتصاره في هذه الحرب , وتجمعنا نحن الفرنسيين مصالح مشتركة معه ضد عدو مشترك « .
وتقول الصحيفة ان معركة تدمر تعتبر الانطلاقة الأولى خارج « محور دمشق - اللاذقية - حلب « حيث تشهد تلك المدن كثافة بشرية , لأنه يتجمع فيها معظم السكان من كافة المناطق السورية التي وقعت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية وفيها تتركز الفعاليات الاقتصادية ، وقد أتاحت الهدنة المعمول فيها منذ أواخر شهر شباط المنصرم للقيادة السورية ومعها حلفاؤها تركيز الجهود على تلك العملية التي أطلقها الجيش السوري مع حلفائه قبل عشرين يوماً من إعلان القيادة العسكرية السورية طرد آخر فلول إرهابيي داعش من تلك المدينة التي أثار استيلاء داعش عليها ضجة كبيرة لدى الرأي العام الغربي الذي شهد من على المنابر الإعلامية وصعقه أخبار تفجير داعش لمعالم أثرية عظيمة وكذلك قطع رأس عالم الآثار جابر الأسعد ، بينما وصف الرئيس السوري بشار الأسد أمام وفد البرلمانيين الفرنسيين الذين اجتمعوا فيه خلال زيارتهم إلى دمشق المتزامنة مع أعياد الفصح وهزيمة داعش في تدمر هذا الانتصار بأنه « دليل آخر على فعالية الاستراتيجية التي يعمل وفقها الجيش السوري وحلفاؤه في حربهم ضد الإرهاب مقارنة مع عدم جدية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة « .
وفي سياق متصل كانت «المعارضة» السورية قد اعتبرت , في أعقاب استيلاء داعش على المدينة التي تمت خلال ثلاثة إلى أربعة أيام أنها مناورة مقصودة من القيادة السورية هدفها - وفق ادعاءاتهم - تضخيم فزاعة الإرهابيين , الذين دمروا العديد من الكنوز الأثرية في تلك المدينة مثل معبد بعل وبعلشامين وقوس النصر وتصوير جرائمهم بحق كنوز بشرية ، بالإضافة إلى تصوير مقاطع فيديو عن إعدام جنود سوريين على يد قاصرين من تنظيم داعش ، ولا شك أن الجيش السوري سوف يواصل طريقه , بعد هذا النصر نحو مدينة دير الزور التي يحاصر سكانها تنظيمات إرهابية , وبوسع هذا الجيش التحرك نحو الرقة وتحريرها من يد داعش.