وقال ميدفيديف في كلمة له امس امام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ انه مهما اتسعت السوق الاميركية ومنظومتها المالية فلن يكون بوسعها الحلول محل الاسواق المالية واسواق السلع والبضائع العالمية مؤكدا انه من باب الاوهام الادعاء بأنه باستطاعة دولة واحدة مهما كانت قوية ان تلعب دور الحكومات العالمية.
واشار الرئيس الروسي الى ان الازمات التي تعصف بالعالم حاليا وفي مقدمتها الازمة المالية وارتفاع اسعار الموارد الطبيعية والغذائية اضافة الى الكوارث العالمية جميعايرجع الى ان منظومة مؤسسات الادارة العالمية لا تتجاوب مع المهمات والتحديات المطروحة امامها وهو ما ادى بالتالي الى نشوء ما يسمى فراغ المؤسسات الذي تغيب في ظله الساحات الدولية المسؤولة عن حل هذه القضايا الملموسة او تلك.
واكد ميدفيديف ان السياسة المالية العدوانية التي تمارسها الولايات المتحدة تؤدي الى ازدياد الفقر وتفاقم عدد الفقراء في العالم وهذا مايلاحظ ليس في اقتصاديات البلدان ضعيفة التطور فحسب وانما في اقتصاديات اكثر الدول تطورا .
مؤكدا ان روسيا اليوم هي لاعب عالمي اساسي تدرك مسؤوليتها عن مصير العالم وتريد المشاركة في رسم قواعد اللعبة العالمية ليس انطلاقا من مطامع متغطرسة وانما لانها تملك الامكانيات والقدرات المناسبة لذلك حيث انها سبق وتمكنت من تجنب ارتكاب اخطاء فادحة في السياسة الاقتصادية والمالية وان دورها في الاقتصاد العالمي ليس قائما على اطماع امبريالية.
واعلن الرئيس الروسي انه سيعمل على اقرار خطة لتحويل روسيا الى مركز مالي عالمي وتحويل العملة الروسية الروبل الى عملة اقليمية احتياطية قريبا معربا عن استعداد بلاده للاسهام في جهود جماعية لتجاوز الازمة الغذائية العالمية ووضع برامج فعلية للتغلب على شكل هذه الازمات في المستقبل.
ودعا الرئيس الروسي الى التخلص مما يسمى التعصب القومي الاقتصادي عندما توضع الاعتبارات السياسية فوق المصالح العملية لشعوب وبلدان العالم.