في غضون ذلك عبرت قوى المعارضة على خشيتها من وجود نيات تسعى الى عرقلة الاتفاق المذكور بسبب المماطلة التي ينتهجها الفريق الحاكم والتأخير في تأليف الحكومة بعدما سادت اجواء التفاؤل وحملت الادارة الاميركية مسؤولية التعطيل الحاصل.
فقد اعتبر ساركوزي امس ان انتخاب الرئيس ميشال سليمان بارقة امل وبداية حقبة جديدة للبنان تضمن دوام الاستقرار ليستعيد هذا البلد المكانة التي يستحقها في المنطقة والعالم مؤكداً ان زيارته كان هدفها تضامن الشعب الفرنسي في مختلف توجهاته السياسية مع الشعب اللبناني في كل مكوناته من دون استثناء موضحاً ان بلاده تقف الى جانب لبنان من اجل تنفيذ اتفاق الدوحة.
من جهته اكد الرئيس سليمان ان الارتباط الخاص الذي يجمع لبنان وفرنسا انما يرتكز على قيم الحرية والمساواة وقال إن لبنان يهدف لاعادة اطلاق الدورة الاقتصادية واصلاح مؤسساته السياسية والادارية والامنية وغيرها.
وكان ساركوزي غادر لبنان بعد زيارة قصيرة استمرت خمس ساعات التقى خلالها الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية علماً انه اول رئيس اجنبي يزور بيروت عقب انتخاب رئيس جديد للبنان.
بموازاة ذلك دعا الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى جميع السياسيين اللبنانيين الى اتفاق على حكومة الوحدة الوطنية وعدم التمسك بأي مطلب خاص انما بالمطالب التي من شأنها تحقيق المصلحة العامة والعليا للدولة.
من جهته شدد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على تشكيل الحكومة خدمة لكل المواطنين والاحزاب اللبنانية معرباً عن امله في ان تكون زيارة ساركوزي الى لبنان زيارة دعم للمصالحة بينما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة امل جميل حايك الى الاسراع في تشكيل هذه الحكومة لتؤسس لمرحلة جديدة يريدها كل اللبنانيين دعا جميع الاطراف الى الاقلاع عن اثارة النعرات ووقف التحريض الاعلامي والتأزم السياسي مضيفاً ان المعارضة تحرص على الالتزام بالتهدئة والاستقرار العام وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
بدورها حملت جبهة العمل الاسلامي في لبنان الادارة الاميركية مسؤولية التعطيل الحاصل لتنفيذ الاتفاق وشككت بالنيات الحقيقية لبعض قوى الموالاة المعرقلة.
كما حذرت من الخضوع للاملاءات الاميركية في حين اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان اللقاءات التي تمت بحضور ساركوزي ستساعد على تبديد المنافسات. الى ذلك قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في رده على سؤال عن ولادة قريبة للحكومة: لا أتوقع ذلك ما دامت هناك نيات ومنها اتهامنا بالعرقلة مضيفاً انه ليس لدينا مطالب ولكن حقوق نريدها ولا نتراجع عنها.
وقال النائب عبد المجيد صالح عضو كتلة التحرير والتنمية ان المماطلة التي ينتهجها الفريق الحاكم والتأخير في تأليف الحكومة يعني اعادة الشحن الى الساحة اللبنانية بعدما سادت اجواء التفاؤل, في الوقت الذي اكد فيه النائب علي خريس عضو الكتلة ايضاً على اولوية تشكيل الحكومة محملاً فريق السلطة مسؤولية عرقلة تشكيلها عبر الاختباء وراء ما تسميه مشاكل امنية واعرب عن خشية من وجود نيات تسعى لعرقلة اتفاق الدوحة.