مرحلة حتمية لامهرب منها ،وقدر لامفر منه .
الشيخوخة ..الشابة (60ـ74)سنة أو الكهلة (75ـ84)سنة أوالهرمة من (85)سنة فأكثر، أصابها ما أصاب شعب سورية من قهر وحزن وألم ..وهجر وتشرد وفقدان ولكنها الفئة التي دفعت الضريبة الأكبر والأثمن لجهة المشكلات المصاحبة لهذه المرحلة العمرية وحاجتهم إلى رعاية اقتصادية وصحية ونفسية خاصة.
رغم ذلك كثير من المسنين تغلبوا على ما يسمى أزمة كبر، وأبطؤوا زحف السنين أمام عزيمتهم القوية ،وكانوا أكثر عطاءً وتميزاً ، وبحكم غياب المعيل للأسرة النواتية الصغيرة ،احتضن المسن أحفاده وكافح الشيخوخة بالعمل والإنتاج وشحذ الهمم للحفاظ على الوطن وصونه ،بخبرته وحفظه للقيم ونقلها إلى الأجيال وكان لدى البعض منهم وفق خصائصهم الصحية والتعليمية والاقتصادية حافزاً قوياً لمشاركة اجتماعية إنتاجية فاعلة ومشاركة تطوعية لخدمة الآخرين .
بالمقابل تراجع دور الأسرة السورية التقليدي في حضن المسن بسبب الأعباء المعيشية ما أسفر عن تغييرات كبيرة تركت ظلالها على نمط الحياة التي يحياها كبار السن ونوعيتها حيث اتسعت دائرة الفراغ الاجتماعي المحيط بهم وازداد شعورهم بالوحدة .
اليوم ،أصبح المسنون أكثر من مجرد واجب اجتماعي أو ديني للأبناء تجاه الآباء وليس لجهة تلقيهم الخدمة والرعاية فحسب ، بل لجهة الاستفادة من قدراتهم الكامنة والممكنة في خدمة المجتمع .