تخبط اميركا
نافذة على حدث الأحد 12-1-2014 منير الموسى المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي تلمح تارة إلى عزم الإدارة الأميركية باستبعاد إيران عن المؤتمر الدولي بحجة أن إيران تدعم مسلحين في سورية، ثم تبدي قلق إدارتها من وجود فساد حكومي في «أرض الناتو» تركيا، وتنسى كل الفساد الموجود لدى بني سعود، وتتناسى دعمهم للإرهاب على طريقتهم! ولمَ تتهمهم؟ أوليسوا ذراعاً إرهابية لواشنطن؟! ثم تتدخل في الشأن المصري وتدلي بدلوها في الشأن الدستوري المصري؟ ثم تحارب القاعدة في العراق وتدعمها في سورية، وأخيراً تناست بساكي أن كل الدول المتحالفة مع واشنطن يتربع على رأسها حكومات فاسدة بامتياز حتى في الغرب الأوروبي. فيعتري التخبط والحيرة الآن السياسة الغربية في الشرق الأوسط، وخاصة الأميركية وقد يقول قائل إنهم على العكس يعرفون ماذا يفعلون منذ عام 1982، لأن الولايات المتحدة واستخباراتها تعرفان أكثر من أي طرف آخر، كيف يسخرون القاعدة، لأنهم هم الذين اخترعوها، في حربهم على البلدان التي لا تريد أن تخضع لمشيئتهم، لتغدو هذه المنظمة الإرهابية انعكاسا للروح الإجرامية التي يتصف بها إستراتيجيو الغرب. ولكن الإدارة الأميركية تجد نفسها هذه الأيام مدفعوعة لتغيير تكتيكاتها لإعادة ترتيب أوراقها في سورية، فدفعت الجماعات الإرهابية إلى التقاتل فيما بينها، لتظهير الجموع الإرهابية على أنها جماعة إسلامية معتدلة، وجعلها بيضة قبان في المؤتمر الدولي، في مسعى لها إلى الظهور بمظهر المناهض لتنظيم القاعدة في العراق وسوية مع الإبقاء على دعم جبهة النصرة وتوابعها للقول إنها علمانية.
وما إشاعة المخاوف من تمدد القاعدة إلى أوروبا إلا نوع من بث الهلع في نفوس الشعوب فيها كي لا يلتفتوا إلى ظلم دكتاتوريات الغرب المقنعة بالديمقراطية، والتي لا تخدمهم بل تخدم المشاريع الصهيو أميركية في العالم، حتى غدا حكام الغرب في سروال واحد مع مشيخات القرون الوسطى ومع الإخوان المسلمين الذين لم يرمِ أحدهم ولو حجراً واحداً على الكيان الصهيوني، بل إن كل شعاراتهم كانت صهيونية فاضحة، وحولوا ليبيا إلى قاعدة إرهابية وحملوا مناسيب الدمار إلى مصر والجزائر وسورية وتونس واليمن مع الترويج للفتن عبر قنوات إخونجية وخاصة الجزيرة، لتدمير المجتمعات العربية لتسهيل احتلالها.
بعد انتصارات الجيش العربي السوري على جموع الإرهابيين سيزعم حكام الغرب النفس أن سورية قد أصبحت أقل خطراً على إسرائيل، وأن الغرب يريد التخلص من الإرهابيين وإيقاف الدعم لهم، متجاهلين أن الجيش العربي السوري قد قضى على كل مكامن قوة إرهاب الناتو، بل يصور الغرب الآن أن متمردي ما يسمى ائتلاف الدوحة يقاتلون القاعدة وعناصرها الإرهابية للتنصل من كل الإجرام الغربي الذي عانت منه سورية. الكلمة الأخيرة ستكون للقوى الحية في الأمة العربية التي ستضع نهاية لهذه الحرب الشرسة التي تُشن على إرادتها من قبل أعداء الإنسانية.
|