لكن كيف.. لا يعلم، وهذا بالطبع يتم دون استراتيجية واضحة، لكون ما بني عليه المشروع الهادف لتدمير البلاد العربية كان قائماً على الكذب والخداع، وهو تجنٍ قولاً وفعلاً، حيث لم ينجح على مر التاريخ أي مدافع عن الباطل بالوصول إلى مبتغاه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فما يواجهه نظام أردوغان من صعوبات في تحقيق مراميه في سورية، وداخل بلاده وخارجها، لانتزاع موقع إقليمي ودولي، يدفعه للانعطاف، ولو كان بطيئاً عما كان يجاهر به على المنابر الإعلامية، وفي اللقاءات والمؤتمرات السياسية وغيرها، وقد انطفأت جذوة ناره مؤخراً، وخفت نبرته وحكومته عن المطالبة بإسقاط الحكومة السورية الشرعية كشرط لتقبل آراء من تحالف معهم على تخريب الدولة الجارة، بهدف البحث عن سبيل لتخليص السوريين من المحنة التي أرادوها لهم.
على النقيض من صوت النظام التركي الخافت والخجول من فعلته، لا يزال «العزف» الفرنسي يتردد في الأروقة والأماكن العامة، كصوت نشاز بين المنظومة المعادية لسورية، إذ يبوح هولاند عن ندمه لعدم التدخل العسكري في سورية، متمنياً لو كان دعمه لمن سموا أنفسهم بالمعارضين غير ذلك، حتى لو وصل به الأمر لبيع نفسه في أسواق النخاسة فداء لأولئك، واستبدال ملابسه بالأسلحة الفتاكة لوضعها بتصرف «داعش» و«النصرة» والتنظيمات التكفيرية الأخرى لارتكاب المزيد من الجرائم بحق السوريين الأبرياء.
لا ننسى أيضاً أن تلك التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها ما يسمى «دولة العراق والشام» باتت على مشارف مملكة الكثبان، وقاب قوسين أو أدنى من الدخول إليها، مرتدة مع إرهابها الممول من بنيها لتنفيذ بيان متكامل عن أفعال دواعشتهم ونصرة أميركا وإخوان تركيا، والتأكيد للسعوديين ومن معهم من الصهاينة والمستعربين، أن نار الإرهاب لن تكون بعيدة عن مشعليها و مؤججيها، خاصة وأن المنطقة تحولت إلى هشيم شديد اليباس، وليست بحاجة لأكثر من عود ثقاب واحد حتى تهب وتحرق كل الأيدي التي تهدهد للإرهابيين وترعاهم، وتساهم في توريمهم وتفريخهم، وربما ما حصل في منطقة عرعر شمال المملكة بداية لذلك.