تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تصبح أوكرانيا «إسرائيل الثانية » ؟

عن Le Defence
متابعات سياسية
الأربعاء 7-1-2015
ترجمة:  دلال ابراهيم

لم يغب الدور الذي لعبته شخصيات يهودية وإسرائيلية في الأزمة الأوكرانية عن أحد , مع العلم أن هذه الجماعات اليهودية لا تشكل سوى نسبة 1% من عدد سكان أوكرانيا .

وعلى الرغم من ذلك تملك إدارة بنيامين نتنياهو تقريراً سرياً يؤكد أن اليهود الأشكيناز ليس أصلهم من بلاد الشام , وإنما هم أحفاد يهود الخزر الذين كانوا يقطنون في القرن العاشر على ضفاف البحر الأسود وأسسوا امبراطورية لهم هناك . وهذا يفسر لنا لماذا ينظر بعض الصهاينة في أوكرانيا في إمكانية إنشاء إسرائيل ثانية هناك .‏

هذا وقد نشرت مجلة تايمز أوف إسرائيل المستقلة , حيث تضم هيئة تحريرها صحفيين كانوا يعملون في الهآرتز مقالا مثيرا ولكن لم يثر أي ضجة . وأشار المقال المنشور في العدد الصادر في 16 آذار العام المنصرم بقلم هيرش اوستربولر وغروسر سباس , مراسلي المجلة من الجنسية الروسية والأوكرانية  إلى تقرير سري في حوزة الحكومة الإسرائيلية . التقرير أعدته لجنة خبراء في التاريخ اليهودي ويستند على مصادر أكاديمية , يصل إلى نتيجة أن اليهود الأوروبيين تعود أصولهم إلى يهود الخزر , وهو شعب محارب من أصول منغولية وتترية سيطر على أوكرانيا وروسيا الجنوبية ودخل الدين اليهودي في القرن الثامن .‏

ومنذ أمد طويل يدعي الصهاينة أن الأراضي التي تدعي إسرائيل بأنها حق للشعب اليهودي وأن الغزوات المتتالية لمختلف الأمبراطوريات قد أدت إلى تشتيت اليهود الذين صار يطلق عليهم يهود الشتات , الأمر الذي يبرهن أن الأشكيناز الذين يشكلون الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا يرتبطون تاريخياً بفلسطين , وهذا يضع ضمن دائرة الشك قضية مبدأ إسرائيل نفسه في أن فلسطين وطن اليهود منذ آلاف السنين .‏

كما وأكد الصحفيان الإسرائيليان أن أي نقاش بين الخزر وإسرائيل كان يقابله المسؤولون الإسرائيليون  دوماً بالاستهتار والاحتقار . ويشيرا هنا إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير , التي أكدت القول :« خزر . تشامزر , ليس هناك شعب خزر , لا أعرف شيئاً عن الخزر في كييف ولا في ميلووكي . دلوني على هؤلاء الخزر الذين تتحدثون عنهم .» الأدلة الجينية لشعوب الخزر المهاجرة القادمة من أوروبا والذين يدعون الآن أن أجدادهم إنما أصلهم من فلسطين يفند جدياً المزاعم الصهيونية بحقها بأرض فلسطين .‏

وقد أثار إثبات حقيقة أن ليس ليهود أوروبا الوسطى والشرقية أي شرعية تاريخية  بشأن مطالبهم في أرض فلسطين ضجة في إسرائيل وأماكن أخرى . حيث يستعد الكنسيت للتصويت على قانون مقدم من الحكومة ينص على يهودية إسرائيل . وفي هذا الشأن أكد رئيس الوزراء نتنياهو لدى قراءته التقرير السري بموضوع يهود الخزر أن إسرائيل هي « دولة قومية للشعب اليهودي » ومزاعم الأشكيناز بإسرائيل تراجعت , إن لم يكن أكثر , ولم يكن أمام نتنياهو وأصدقائه في الليكود وحلفائه في الحزب الارثوذكسي اليهودي والمستوطنين في الضفة الغربية من خيار سوى اللعب بورقة المطالب القومية , ليس فقط على أراضي فلسطين وإنما أيضاً على أراضي الضفة الغربية .‏

ومع ذلك , ثمة أصوات يهودية في إسرائيل وأماكن أخرى لا تريد المجازفة وتحمل المخاطر, وهو الدافع الرئيسي لايهور كولومفسكي , أحد الأثرياء اليهود في أوكرانيا ومحافظ دنيبروبتروفسك والذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والقبرصية لإنفاق الملايين من أجل تجنيد اليمين القومي الأوكراني والنازيين الجدد من مختلف بقاع أوروبا لمحاربة غالبية سكان إقليم دونباس الناطقين باللغة الروسية والواقع إلى الشرق من أوكرانيا, إنه الخوف من إفشال مشروع تحويل أوكرانيا إلى « إسرائيل ثانية». حيث تهدد الإجراءات الدفاعية التي اتخذتها روسيا عن إقليم دونباس وكذلك ضم شبه جزيرة القرم بموجب استفتاء شعبي ( وهذه المنطقة كانت مطمع القوميين اليهود الخزر الصاعدة ) مشروع تحويل أوكرانيا إلى وطن لليهود الأشكيناز , الذين يشعرون بالقلق الفعلي من سيطرتهم على أرض إسرائيل.‏

وقد سلط التقرير المدوي المنشور في مجلة تايمز اوف إسرائيل حول أصول الأشكيناز من الخزر الأضواء على أن إسرائيل ولعلمها جيداً أن إنشاء دولة فلسطين أمراً لا مفر منه نظراً للضغوط الأوروبية في هذا الخصوص تستعد لنقل المستوطنين الأشكيناز من الضفة الغربية إلى أوكرانيا  . وقد أتاحت البحوث المتقدمة في علم الوراثة في إسرائيل بالتحقق من الصلة المباشرة القائمة بين أشكيناز إسرائيل والخزر الذين تشتتوا في أوروبا الشرقية والوسطى في أعقاب سيطرة روسيا على امبراطورية الخزر في القرن الحادي عشر.‏

وعلى الدوام , كان الإسرائيليون وحلفاؤهم الصهاينة في جميع أنحاء العالم يتهمون أنصار المنادين بوجود صلة وراثية بين الأشكيناز والخزر بمعاداة السامية . وعلى الرغم من ذلك فإن البحوث الوراثية المشار إليها في التقرير السري يؤكد إلى ما أشار إليه المؤرخ اليهودي شلومو ساند في كتابه « كيف اخترع الشعب اليهودي » . ونجد آثار مفهوم أحفاد الخزر لأول مرة عام 1976 لدى المؤرخ الهنغاري ارثور كويستلر في كتابه « العشيرة الثالثة عشرة» . ‏

وتابع صحفيا تايمز أوف إسرائيل ما كشفه أحد مساعدي نتنياهو , الذي فضل عدم الكشف عن اسمه , في مسألة مشاريع الهجرة الإسرائيلية إلى أوكرانيا « كنا نعتقد في البداية أن الاعتراف بكوننا يهود خزر هي طريقة بالنسبة لنا للالتفاف على تصلب محمود عباس فيما يخص استحالة وجود يهودي في الدولة الفلسطينية . وبلا شك حاولنا التشبث قدر استطاعتنا . ولكن عدم قدرته على تقبل الأشياء دفعتنا إلى البحث عن حلول أكثر إبداعية . وكانت الدعوة إلى عودة اليهود إلى أوكرانيا صفقة حقيقية . ولكن الترحيل السريع لجميع مستوطني إسرائيل سيخلف مشاكل على الصعيد اللوجستي والاقتصادي , ومن نافلة القول أننا لا نريد تكرار عمليات إخلاء مماثلة لخطة فك الارتباط مع غزة .»‏

ويذكر الصحفيان اوستروبولر وغروسر- سباس في مقالهما أقوالاً من مصدر إسرائيلي فضل عدم الكشف عن اسمه يقول :» ليس معنى ذلك إرسال جميع الأشكيناز إلى اوكرانيا , هذا صعب تنفيذه . والصحافة غالباً ما تبالغ وتصطنع الإثارة . لهذا السبب علينا فرض الرقابة العسكرية ..»‏

 بقلم واين مادسن‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية