فتلك مشكلة بحد ذاتها، تدل على أن هذا الإنسان ماض بخطئه إلى ما لا نهاية، وأن حقداً دفيناً يأكله من أجل القيام برد فعل انتقامي.
فرانسوا هولاند.. الرئيس الفرنسي لايزال نادماً على عدم التدخل العسكري في سورية، كما أنه نادم على عدم دعم ما يسمى بالمعارضة السورية المتهالكة، وكأن العالم بمنأى عن الدعم المستميت الذي قدمه النظام الفرنسي لتلك المعارضة، وبعيد عن الطرق والأساليب التي اتبعها هولاند وحكومته من أجل إسقاط سورية الدولة، وذلك تنفيذاً «للسيد» الأميركي الذي جعل رؤساء وملوك وشيوخ وأمراء بعض الدول في المنطقة وأوروبا تحت أمرته، لا يتحركون قيد أنملة دون الرجوع إليه، خوفاً من سخطه وغضبه.
والنظام الفرنسي تناسى عن قصد أن بلاده كانت مرتعاً لأولئك، ومقراً لاجتماعاتهم وتجمعاتهم، وفنادقها للسهر على راحتهم، ويحاول ألا يتذكر أن موضوع التدخل العسكري لم ولن يكون في يده، لأنه أعجز من أن يكون قادراً على اتخاذ مثل هذه الخطوة، لكونه ليس أكثر من بيدق على رقعة الشطرنج الأميركية أسوة بغيره من «أصحاب الفخامة والجلالة والسمو»، يُؤمر فينفذ، دون أي اعتراض، أما أمنياته فهي حبيسة صدره وذاكرته، لكون التدخل العسكري لن تكون آثاره سلبية على سورية وحسب، بل على كل من أراد للحرب الشرسة عليها الاستمرار، وعدم وضع نهاية لها.
على أية حال، لم يوفر أقطاب المؤامرة على سورية أي جهد، سواء فرنسا أم غيرها، ولم يدخروا وسيلة إلا واتبعوها لتغيير الموقف السوري، والنيل من سيادة البلاد، لا إعلامياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً وحتى اجتماعياً، وعادوا حتى الآن بخفي حنين، لأن سورية ماضية في الدفاع عن نفسها، وتقدم التضحيات تلو الأخرى، حتى تبقى رايتها عالية خفاقة.