هل من الصعب على متأمل في الوضع العربي عموماً والمحلي خصوصاً، معرفة أن كرة اللهب تتوسع.. والمعنى، بالتأكيد، ينسحب سياسياً.
قالوا وبالغوا في تفاؤلهم حينذاك.. وأطلقوا توقعات تفيد بانتهاء الأزمة «المحلية» في غضون شهور.. الآن يعلون الصوت «متشاطرين» أن الحال سيمتد لبضع سنوات أخرى..
هل تحتاج هذه النتيجة إلى علم المنجمين أو دراية الفلكيين.. ؟
يبدو أن سوء الحال وما ينجم عنه من ضغط يحيط بالمرء.. يكتم على أنفاسه.. يدفعه لأن يلوذ «بقشة» الفلك علّها تُغيثه من الغرق في واقع الحرب.
كلما اقتربت نهاية سنة تسابقت محطات التلفزة العربية في استضافة فلكيين..
هذا العام زاحمتهم قنواتنا المحلية ودخلت مضمار سباق التوقعات بقوة وصلت الذروة ليلة رأس السنة.
مع كل المغالطات التي ربما يدلي بها بعض الفلكيين.. ومع كل التناقضات التي تظهر لدى مقارنتنا أقوالهم قبالة بعضها.. نتناسى الأخطاء ونغض الطرف عن المبالغات لنعيد عادة السمع إليهم.. إن لم يكن بسبب القناعة كان لسبب أخذ جرعة تخدير ندرك بكامل وعينا أنها إن لم تكن منتهية الصلاحية فهي قصيرة المفعول.
ومع هذا تنجذب أذننا للسمع.. لالتقاط تلك «القشة» التي هي أمل غريقٍ في نجاة.
غالباً.. ساهمت ذهنية تقود المحطات العربية في جعل الأمر يبدو «عادة».. هكذا نصبح منومين مغناطيسياً.. مبرمجين.. بانتظار أقدارنا التي يتفوه لنا بها مستنطقو النجوم والأنواء.
هل يندرج الأمر تحت بند الفلتان الإعلامي التي انتقدته ماغي فرح في آخر لقاء لها على محطة (ldc) ضمن برنامج (المتّهم).. ؟
تقرّ ماغي أن عنوان كتابها الخاص بالأبراج لهذا العام «كرة اللهب تتوسع» يُشير إلى معنى سياسي وأمني.
وتعترف قبالة مقدمي البرنامج الثنائي (رودولف ورجا) أنها لا تتابع التلفزيون وإن حضرت أي برنامج فتشاهد الغربي لا العربي.. هي التي تتوجه بتوقعاتها تحديداً إلى المتلقي العربي.. تذكر ذريعتها بقولها «إن أي برنامج لابد أن يقدم شيئاً جديداً.. وأن على الإعلامي أن يساهم في بناء الوطن».
تُمنطق ماغي حالتها في قراءة توقعات الأبراج بأنه علم اعتمد على متابعة الأفلاك السماوية ومقارنة تموضعاتها مع بعضها عبر عشرات السنين.. فهي تلقي توقعات لا حقائق.
كأنما هالة سحر الفلك المرافقة لماغي جعلتها تتبادل المواقع مع مقدمي برنامج «المتهم».. اللذين لم يتجرأا على حشرها في خانة الاتهامات التي اعتادوا زج ضيوفهم فيها.. هي لم تتهمهما مباشرةً إنما صادتهما بصنارة «الأبراج».. ألم تلاحظوا أنهما كانا أكثر لهفةً وشوقاً للاستماع إلى برجيهما من شوقهما إلى ممارسة دور المحققين الذي أدمناه في لعبتهما البرامجية.. ؟
مغناطيس الفلك جذبهما.. وهدأ من حالة الاستنفار التي تتلبسهما عادةً.. ليطغى حضور واعٍ ورزين أحاط بماغي.. اختلفت به عن جميع ضيوف البرنامج الذين يستنفرون تجاوباً مع استفزازات ثنائي التقديم.
من الملاحظ أن البرنامج نجح لجهة إظهار جانب في شخصية ماغي هو جانب الإعلامية التي دخلت مجال الإعلام عبر الحوارات السياسية مع كبار الرؤساء العرب.. تذكر مواقف مع كل من بوتفليقة، معمر القذافي، الهراوي.. وغيرهم.
وكما لو أن وقوف ماغي فرح في مكان وسطي يجمع مابين الفلك والسياسة يبدو مؤشراً لارتباط ذوي الشأنين.. جنباً إلى جنب.. فهل يهرع ذوو السياسة لجوءاً إلى ذوي الأبراج والفلك.. ؟