تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أيها العابر

ملحق ثقافي
2018/7/3
فضيلة نظام

أيها العابرْ تمهّل

إن في الأرض سواقي‏‏‏

كُن حليماً٠٠ كن حكيماً‏‏‏

لا تكن من قومِ عادِ‏‏‏

لا تكن فظاً غليظاً‏‏‏

عندها تكسب ودادي‏‏‏

رُبَ يومٍ ضاع مني‏‏‏

لم يكنْ. يومَ البعادِ‏‏‏

‏ ذُقتُ مراً.. عشتُ غلاً‏‏‏

منكَ في يومِ التلاقي‏‏‏

لا يهمُ إن كان غدراً‏‏‏

كلُ ما منكَ ألاقي‏‏‏

لم أرَ سبباً.. وعذراً‏‏‏

يمحو ما في القلبِ باقي‏‏‏

كنتُ حباً.. كنتُ صدقاً‏‏‏

سرتُ في دربِ الوفاءِ‏‏‏

لم تكن يوماً صديقاً‏‏‏

لم تقفْ يوماً جواري‏‏‏

أمشي في الأرضِ وحيداً‏‏‏

كلُ ما في الدنيا فاني‏‏‏

وعزائي منها صبراً‏‏‏

حُلوُهُ مُرّ المذاقِ‏‏‏

**‏‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

أيها الجاهلُ قُلْ لي‏‏‏

ماذا تبغي من عِدائي‏‏‏

لا تَقلْ اللهُ أكبر‏‏‏

إنها فوقَ الأعادي‏‏‏

ستقولُ عني يوماً‏‏‏

في الورى أحلى الكلامِ‏‏‏

**‏‏‏

أيها الشاعرُ مهلاً‏‏‏

عُدْ إلى معنى الصوابِ‏‏‏

قد أخذتَ مني أكثرْ‏‏‏

مما أعطيتَ القوافي‏‏‏

إنّ خُسرانَكَ أكبر‏‏‏

من كُنوزٍ و لآلي‏‏‏

لا أُغالي.. لا أُبالي‏‏‏

إنْ أخذتم كلَ غالي‏‏‏

إنما الغالي رفيقٌ‏‏‏

مُؤنسٌ وقتَ الشدادي‏‏‏

**‏‏‏

لا تلمني إنْ قُلتُ فيكَ‏‏‏

خابَ ظني والأماني‏‏‏

هل نسيتَ يا بْنَ أدم‏‏‏

كمْ شقيتَ في البراري‏‏‏

باحثاً عني لجوجاً‏‏‏

في الجبالِ والقفاري‏‏‏

حتى التقينا صدفةً‏‏‏

فوقَ أمواجِ البحارِ‏‏‏

وشفيتُ فيها سُقمكَ‏‏‏

رُغمَ أهاتِ العبادِ‏‏‏

كمْ تمنّوا لو كان صدُكَ‏‏‏

منذُ أيامٍ خوالي‏‏‏

وهبوبُ الريحِ هبتْ حولنا‏‏‏

مع سُويعاتِ اللقاءِ‏‏‏

فَانكفأنا نتوارى‏‏‏

خَلفَ أوهامِ البقاءِ‏‏‏

**‏‏‏

أنتَ يا قلبي المعذبْ‏‏‏

جُرحُكَ ما كنتَ سالي‏‏‏

تذكرُ الماضي وتغضبْ‏‏‏

من صقيعِ الذكرياتِ‏‏‏

أيها القلبُ تعلّم‏‏‏

كيفَ تسمو وتداوي‏‏‏

تهرُبُ الساعاتُ سراً‏‏‏

هل دنا وقتُ الفراقِ‏‏‏

أنتَ يا غافلْ تأمّل‏‏‏

كيفَ ضيّعتَ الليالي‏‏‏

تعبرُ الدنيا وترحل‏‏‏

دونَ دمعٍ أو سلامِ‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية